للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكِلَاهُمَا أَعْجَمِيُّ اللِّسَانِ.. وَهُمُ الْفُصَحَاءُ اللُّدُّ «١» ، وَالْخُطَبَاءُ اللُّسْنُ «٢» قَدْ عَجَزُوا عَنْ مُعَارَضَةِ مَا أَتَى بِهِ.. وَالْإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ بَلْ عَنْ فَهْمِ وَصْفِهِ وَصُورَةِ تَأْلِيفِهِ وَنَظْمِهِ فَكَيْفَ بِأَعْجَمِيٍّ أَلْكَنَ «٣» نَعَمْ وَقَدْ كَانَ سَلْمَانُ «٤» أَوْ بَلْعَامُ «٥» الرُّومِيُّ أَوْ يَعِيشُ «٦» أَوْ جَبْرٌ «٧» أَوْ يَسَارٌ «٨» عَلَى اخْتِلَافِهِمْ في اسمه بين أظهرهم يكلمونه مَدَى أَعْمَارِهِمْ فَهَلْ حُكِيَ عَنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ مَا كَانَ يَجِيءُ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَلْ عُرِفَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ بِمَعْرِفَةِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ؟ .. وَمَا منع العدو حينئذ على كثرة عدده ودؤوب «٩» طَلَبِهِ وَقُوَّةِ حَسَدِهِ أَنْ يَجْلِسَ إِلَى هَذَا فيأخذ عنه أَيْضًا مَا يُعَارِضُ بِهِ.. وَيَتَعَلَّمُ مِنْهُ مَا يَحْتَجُّ بِهِ عَلَى شِيعَتِهِ كَفِعْلِ النَّضْرِ بْنِ «١٠» الْحَارِثِ بِمَا كَانَ يُمَخْرِقُ «١١» بِهِ مِنْ أَخْبَارِ


(١) اللد: جمع ألد وهو شديد الخصومة.
(٢) اللسن: بضم اللام فسكون السين جمع ألسن وقيل جمع لسن بفتح فكسر وهو المنطلق اللسان في ميدان النطق والبيان.
(٣) ألكن: أفعل للمبالغة من اللكنه بضم اللام وهي عدم افصاح اللسان وبيان النطق.
(٤) تقدمت ترجمته في ص «٧٠٥» رقم «٤» .
(٥) تقدمت ترجمته في ص «٧٠٥» رقم «٥» وانه مختلف في اسمه.
(٦) تقدمت ترجمته في ص «٧٠٥» رقم «٥» وانه مختلف في اسمه.
(٧) تقدمت ترجمته في ص «٧٠٥» رقم «٥» وانه مختلف في اسمه.
(٨) تقدمت ترجمته في ص «٧٠٥» رقم «٥» وانه مختلف في اسمه.
(٩) دؤوب بضم دال معجمة وهمزه فسكون واو فموحدة أي جده وتعبه في كده.
(١٠) تقدمت ترجمته في ص «٢٧» رقم «٨» .
(١١) يمخرق: من المخرقة بالخاء المعجمة وهي لفظة مولدة ومعناها افتعال الكذب وقد أخذت هذه الكلمة من المخراق وهي خرقة يلعب بها من يرقص وهذه لفظة عربية ميمها زائدة تصرف فيها المولدون وتوهموا أصالة ميمها كما في قولهم تمسكن ويمخرق بضم الياء المثناة التحتية وفتح الميم وخاء معجمة ساكنة وراء مكسورة وقاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>