للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُصْبِحُونَ شُعْثًا «١» وَيُصْبِحُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَقِيلًا «٢» دَهِينًا «٣» كَحِيلًا «٤» قَالَتْ «٥» أُمُّ أَيْمَنَ «٦» حَاضِنَتُهُ «٧» : ما رأيته صلّى الله عليه وسلم شكى جوعا وَلَا عَطَشًا صَغِيرًا وَلَا كَبِيرًا.

وَمِنْ «٨» ذَلِكَ حِرَاسَةُ السَّمَاءِ بِالشُّهُبِ «٩» وَقَطْعِ رَصْدِ «١٠» الشَّيَاطِينِ وَمَنْعِهِمِ اسْتِرَاقَ السَّمْعِ.

وَمَا «١١» نَشَأَ عَلَيْهِ مِنْ بُغْضِ الْأَصْنَامِ، وَالْعِفَّةِ عَنْ أُمُورِ الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ مِنْ ذَلِكَ وَحَمَاهُ حَتَّى فِي سَتْرِهِ فِي الْخَبَرِ الْمَشْهُورِ «١٢» عِنْدَ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ إِذْ أَخَذَ إِزَارَهُ لِيَجْعَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ «١٣» لِيَحْمِلَ عليه الحجارة


- يخفى أنه يحتمل كلام الاعرابي أن يكون السائر بمعنى الباقي بل هو المتبادر على ما هو الظاهر والتحقيق أن السائر بمعنى الباقي حقيقة وبمعنى الجميع مجازا وأنه مأخوذ من السؤر مهموزا هـ والبقية الملائمة لمعنى الباقي بخلاف السور معتلا وهو سور البلد المناسب لمعنى الجميع وبهذا يرتفع الخلاف لمن ينظر بعين الانصاف.
(١) شعثا: جمع أشعث وهو المغبر المتغير لونه كما هو عادة الاطفال اذا قاموا من نومهم في مضاجعهم.
(٢) صقيلا: أي رائق اللون غير متغير البشرة فهو استعارة من المرآة الصقيلة
(٣) دهينا: اي كأن وجهه دهن بما كانوا يدهنون به حتى تبرق وجوههم.
(٤) كحيلا: أي مكحل العين وكل ذلك من غير صنع لأحد.
(٥) رواه ابن سعد وأبو نعيم في الدلائل.
(٦) تقدمت ترجمتها في ص «١٥٨» رقم «٥» .
(٧) حاضنته: أي مربيته ومرضعته وسميت حاضنة لأنها تجعل الولد في حضنها.
(٨) كما قال الله تعالى حكاية عنهم: «وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا» سورة الجن آية (٨)
(٩) الشهب: وهي شعل النار المرئية في نجوم السماء جمع شهاب.
(١٠) رصد: أي ترصدهم وانتظارهم ظهور شيء اليهم ونزول خبر عليهم.
(١١) كما روى البيهقي أن زيد بن حارثة مر بصنم فتمسح به فقال له صلّى الله عليه وسلم لا تمسه ونهاه عن القرب منه كما نهى ابراهيم عليه الصلاة والسلام آزر عنها.
(١٢) رواه الشيخان عن جابر والبيهقي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم.
(١٣) عاتقه: وهو ما بين المنكب والعنق.

<<  <  ج: ص:  >  >>