للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَذَيْنِ.. إِحْدَاهُمَا أَنْ يُصَدِّقَ بِقَلْبِهِ ثُمَّ يُخْتَرَمَ «١» قَبْلَ اتِّسَاعِ وَقْتٍ لِلشَّهَادَةِ بِلِسَانِهِ.. فَاخْتُلِفَ فِيهِ.

فَشَرَطَ بَعْضُهُمْ مِنْ تَمَامِ الْإِيمَانِ الْقَوْلَ وَالشَّهَادَةَ «٢» بِهِ.

وَرَآهُ بَعْضُهُمْ مُؤْمِنًا مُسْتَوْجِبًا لِلْجَنَّةِ «٣» لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «٤» «يَخْرُجُ «٥» مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ» فَلَمْ يَذْكُرْ سِوَى مَا فِي الْقَلْبِ.. وَهَذَا مُؤْمِنٌ بِقَلْبِهِ غَيْرُ عَاصٍ وَلَا مُفَرِّطٍ بِتَرْكِ غَيْرِهِ.. وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ فِي هَذَا الْوَجْهِ.

- الثَّانِيَةُ أَنْ يُصَدِّقَ بِقَلْبِهِ وَيُطَوِّلَ «٦» مَهَلَهُ «٧» ، وَعَلِمَ مَا يَلْزَمُهُ مِنَ الشَّهَادَةِ فَلَمْ يَنْطِقْ بِهَا جُمْلَةً، وَلَا اسْتَشْهَدَ «٨» فِي عُمُرِهِ وَلَا مَرَّةً، فَهَذَا اخْتُلِفَ فِيهِ أَيْضًا «٩» .

- فَقِيلَ هُوَ مُؤْمِنٌ، لِأَنَّهُ مُصَدِّقٌ.. وَالشَّهَادَةُ مِنْ جُمْلَةِ الْأَعْمَالِ


(١) يخترم: على صيغة المجهول اي يقتطع ويموت بخاء معجمة وتاء مثناة فوقبة وراء مهملة.
(٢) لان الشهادة جزء من الايمان وركن لا شرط، وتعريفه الايمان عند الاشاعرة هو: اقرار باللسان وتصديق بالجنان.. فلا ايمان الا بهما الا عند العجز عن النطق.
(٣) اذ نزل منزلة العاجز.
(٤) وهو بعض من حديث في الصحيحين.
(٥) وقال (يخرج) لانهم قد دخلوا النار فهم عصاة معذبون اما بذنوب أخرى او بترك الشهادة وعلى ذلك فالقول الاول هو الاظهر.
(٦) يطول: بضم التحتية وفتح الطاء المهملة وتشديد الواو المكسورة
(٧) مهلة: بميم وهاء مفتوحتين مفعول يطول ويجوز تسكين هائه مع فتح ميمه وضمها وهي التؤدة والتأني فأريد به لازمه وهو طول الزمان والمراد زمان سكوته وعدم نطقه بالشهادة.
(٨) وفي رواية (شهد)
(٩) أيضا: من آض يئيض أيضا اذا رجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>