للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِهِ فَيُشَفِّعَهُ اللَّهُ» .. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ» «١» الْآيَةَ. وَقَالَ مَالِكٌ «٢» وَقَدْ سُئِلَ عَنْ أَيُّوبَ «٣» السَّخْتِيَانِيِّ: «مَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ أَحَدٍ إِلَّا وَأَيُّوبُ أفضل منه» .. قال: «وَحَجَّ حَجَّتَيْنِ فَكُنْتُ أَرْمُقُهُ وَلَا أَسْمَعُ مِنْهُ.. غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا ذُكِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى حَتَّى أَرْحَمُهُ.. فَلَمَّا رَأَيْتُ مِنْهُ مَا رَأَيْتُ وَإِجْلَالَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبْتُ عَنْهُ «٤» » .

وَقَالَ مُصْعَبُ «٥» بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: «كَانَ مَالِكٌ إِذَا ذُكِرَ «٦» النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَغَيَّرُ لَوْنُهُ وَيَنْحَنِي حَتَّى يَصْعُبَ ذَلِكَ عَلَى جُلَسَائِهِ» . فَقِيلَ


القصه وقد اوردها المؤلف ولله الحمد بسندها الصحيح وذكر أنه تلقاها عن عدة من من ثقات مشايخه. فهذا مذهب مالك وأحمد والشافعي رضي الله عنهم استحباب استقبال القبر الشريف في السلام والدعاء وهو مسطر في كتبهم، وصرح به النووي في اذكاره وايضاحه.. وقال السبكي: (صرح اصحابنا بأنه يستحب أن يأتي القبر ويستقبله ويستدبر القبلة بعيدا من رأس القبر نحو اربع أذرع فيسلم عليه صلّى الله عليه وسلم ثم يتأخر ويسلم على أبي بكر رضي الله عنه ثم يتأخر ويسلم على عمر رضي الله عنه ثم يرجع لموقفه الاول مستقبلا للقبر ويدعو بما أراد..) وعن أبي حنيفة رضي الله عنه انه يستقبله صلّى الله عليه وسلم في الزيارة ثم يستقبل القبلة بعده ويدعو كما ذكره السروجي.
(١) «جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً» النساء آية «٦٤» .
(٢) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٣٤١» رقم «٧» .
(٣) ايوب السختياني: (هو الامام أبو بكر البصري التابعي سيد الفقهاء والمحدثين) روى عنه مالك والثوري وغيره. والسختياني نسبة لعمل السختيان وهو الجلد المدبوغ معرب.. اخرج له الستة، وتوفي سنة احدى وثلاثين ومئة وقيل غير ذلك.
(٤) وهذا يدل على تدقيق مالك رحمه الله وورعه في كتابة الحديث.
(٥) مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيري يروي عن مالك وغيره وعنه الشيخان وغيرهما.
(٦) وفي نسخة بصيغة المعلوم، وفي نسخة اخرى (فاذا ذكر عنده النبي) .

<<  <  ج: ص:  >  >>