للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِنْدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى حَتَّى لَا يَبْقَى فِي عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ.

وَلَقَدْ رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ «١» وَكَانَ مِنْ أَهْنَإِ النَّاسِ وَأَقَرَبِهِمْ، فَإِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَأَنَّهُ مَا عَرَفَكَ وَلَا عَرَفْتَهُ.

وَلَقَدْ كُنْتُ آتِي صَفْوَانَ «٢» بْنَ سُلَيْمٍ، وَكَانَ مِنَ الْمُتَعَبِّدِينَ الْمُجْتَهِدِينَ فَإِذَا ذُكِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى فَلَا يَزَالُ يَبْكِي حَتَّى يَقُومَ النَّاسُ عَنْهُ وَيَتْرُكُوهُ.

وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ «٣» : «أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ أَخَذَهُ الْعَوِيلُ «٤» وَالزَّوِيلُ «٥» » . وَلَمَّا كَثُرَ عَلَى مَالِكٍ النَّاسُ قِيلَ لَهُ: «لَوْ جَعَلْتَ مُسْتَمْلِيًا «٦» يُسْمِعُهُمْ» فَقَالَ: (قَالَ الله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ» «٧» وَحُرْمَتُهُ حَيًّا وَمَيِّتًا سَوَاءٌ) .

وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ «٨» ربما يضحك.. فإذا ذكر عنده حديث


(١) تقدمت ترجمته في ج ١ ص ٢٥١ رقم «٤» .
(٢) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «١٩٦» رقم «٥» .
(٣) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٦٢» رقم «٣» .
(٤) العويل: بكاء مع الصوت.
(٥) الزويل: الانزعاج والقلق. يقال زال زويله في الدعاء أي ذهب ذعره مأخوذ من الزوال وهو التغير.
(٦) مستمليا: أي رجلا يملي عليه الحديث ويقوم بتبليغه.
(٧) سورة الحجرات آية «٢» .
(٨) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٤٥٦» رقم «٧» .

<<  <  ج: ص:  >  >>