للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَعْضِكُمْ بَعْضاً «١» » .. فَكَذَلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الدُّعَاءُ لَهُ مُخَالِفًا لِدُعَاءِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ.

وَهَذَا اخْتِيَارُ الْإِمَامِ أَبِي الْمُظَفَّرِ «٢» الْإِسْفَرَائِينِيِّ مِنْ شُيُوخِنَا وَبِهِ قَالَ أبو عمر «٣» بن عبد البر «٤» ..


(١) الاية سورة النور آية «٦٣» .
(٢) أبو المظفر الاسفرائيني: من كبار علماء أهل السنة. واسفرائن بلدة يخراسان معروفة. وابو المظفر كنية طاهر بن احمد، وهو الملقب بشاه.
(٣) ابو عمر بن عبد البر: حافظ المغربي.
(٤) واعلم أن التصليه والتسليم على نبينا صلّى الله عليه وسلم مطلوبة امرنا بالتعبد بها فهي واجبة على اختلاف محل الوجوب- كما تقدم- والصلاة على غيره من الانبياء عليهم الصلاة والسلام استقلالا مستحبة، وما نقل عن مالك انها منهي عنها مخالف للقول الصحيح. فقال القرطبي انه مجمع عليه. والصلاة على غير الانبياء تبعا لنبينا صلّى الله عليه وسلم مستحبة أيضا كما في التشهد فلا عبرة لمن خالف فيه ايضا.. فلم يبق محل الخلاف غير الصلاة على غير الانبياء بانفرادهم- فالصحيح- انه مكروه. وأن كرامته كراهة تنزيه لا تحريم لانه اختص به صلّى الله عليه وسلم كما اختص عز وجل بالله تعالى فلا يقال: محمد عز وجل وان كان عزيزا جليلا.. هذا هو الصحيح وقد قيل ان السلام مثل الصلاة مخصوص بالانبياء أيضا فلا يقال على غيره (عليه السلام) كما صرح به الفقهاء، فهو مكروه تنزيها» اهـ كلام الخفاجي.

<<  <  ج: ص:  >  >>