للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَذَّبُوهُمْ «١» .. وَعَلَى هَذَا أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ.

وَقِيلَ: إِنَّ ضمير ظَنُّوا عَائِدٌ عَلَى الْأَتْبَاعِ وَالْأُمَمِ لَا عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ. وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ «٢» ، وَالنَّخَعِيِّ «٣» وَابْنِ جُبَيْرٍ «٤» ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ..

وَبِهَذَا الْمَعْنَى قرأ مجاهد «٥» : «كذبوا» فَلَا تَشْغَلْ بَالَكَ مِنْ شَاذِّ التَّفْسِيرِ بِسِوَاهُ مِمَّا لَا يَلِيقُ بِمَنْصِبِ الْعُلَمَاءِ، فَكَيْفَ بِالْأَنْبِيَاءِ!! وكذلك ما ورد في حديث السيرة ومبدإ الْوَحْيِ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَدِيجَةَ «٦» : «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي «٧» » لَيْسَ مَعْنَاهُ الشَّكَّ فِيمَا آتَاهُ اللَّهُ بَعْدَ رُؤْيَةِ الْمَلَكِ، ولكن لعله خشي أن لا تحتمل قوته مقاومة


(١) وفيما نقله المصنف عن عائشة رضي الله عنها نظر، فان المروي عنها في صحيح البخاري ان عروة بن الزبير سألها عن هذه الاية فقال لها وقد تلا الاية أهي كذبوا أم كذبوا- أي بالتشديد او بالتخفيف- فقالت: كذبوا- بالتشديد- فقال: اجل لعمري لقد استيقنوا بذلك وظنوا انهم قد كذبوا. قالت: معاذ الله! لم تكن الرسل تظن ذلك بربها! .. فقال لها: فما هذه الاية؟ .. قالت: هم اتباع الرسل الذين امنوا بربهم عز وجل وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتي استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم فظنث بالرسل أن اتباعهم قد كذبوهم فجاءهم نصر الله عند ذلك.. اهـ. ولا منافاة بين ما نقله المصنف وبين هذه الرواية اذ المعنى واحد في قراءة التشديد والتخفيف
(٢) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٥٢» رقم «٦» .
(٣) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٣٦١» رقم «١١» .
(٤) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٥٨٠» رقم «٤٠» .
(٥) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٧٠» رقم «١» .
(٦) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٢٦١» رقم «٥» .
(٧) رواه الشيخان.

<<  <  ج: ص:  >  >>