للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيئا وثماني سنين يوحى اليه «١» ..

وقد روى «٢» ابن اسحق «٣» عَنْ بَعْضِهِمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

- وَذَكَرَ جِوَارَهُ بِغَارِ حِرَاءٍ- قَالَ: «فَجَاءَنِي «٤» وَأَنَا نَائِمٌ فَقَالَ اقْرَأْ..

فَقُلْتُ مَا أَقْرَأُ..» وَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي غَطِّهِ «٥» له واقرائه له «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ «٦» » السُّورَةَ قَالَ: فَانْصَرَفَ عَنِّي.. وَهَبَبْتُ مِنْ نَوْمِي «٧» كَأَنَّمَا صُوِّرَتْ فِي قَلْبِي، وَلَمْ يَكُنْ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ شَاعِرٍ أَوْ مَجْنُونٍ، قُلْتُ: لَا تَحَدَّثُ «٨» عَنِّي قُرَيْشٌ بِهَذَا أَبَدًا..

لِأَعْمِدَنَّ إِلَى حَالِقٍ «٩» مِنَ الْجَبَلِ فَلَأَطْرَحَنَّ نَفْسِي مِنْهُ فَلَأَقْتُلَنَّهَا..

فَبَيْنَا أَنَا عَامِدٌ لِذَلِكَ، إِذْ سَمِعْتُ مُنَادِيًا ينادي من السماء: يا محمد..


(١) قال البرهان الحلبي: هذا على القول المرجوح انه عاش خمسا وستين سنة، والصحيح انه عاش ثلاثا وستين منها بمكة ثلاث عشرة بعد الوحي وبالمدينة عشرة.
(٢) وهذه الرواية لم تخرج.
(٣) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٧٣» رقم «٧» .
(٤) تقدمت ترجمته في ج ١ ص (١٤٦) رقم (٥)
(٥) الغط: بفتح الغين المعجمة وتشديد الطاء المهملة مصدر بمعنى شدة خنقه وضمه وغمه ليصرفه عن الدنيا ويوقظه لما يلقيه له واستدل به على تأديب المعلم المتعلم منه.
(٦) سورة العلق اية (١) .
(٧) رواية ابن اسحق هذه تدل على ان الوحي اتاه في منامه وكذلك القرآن وقد قسم العلماء النزول الى أقسام منها ما نزل عليه سفرا وحضرا وقل منهم من تعرض الى نزوله يقظة ومناما.
(٨) بفتح الفوقية على انه حذف منه احدى التاءين وأصله مضارع مرفوع تتحدث
(٩) حالق: بالحاء المهملة واللام المكسورة والقاف أي مكان مرتفع منه وقيل انه الجبل المرتفع من قولهم حلق الطائر اذا ارتفع.

<<  <  ج: ص:  >  >>