للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الكواكب وَالْقَمَرِ وَالشَّمْسِ هَذَا رَبِّي.

فَإِنَّهُ قَدْ قِيلَ: كَانَ هَذَا فِي سَنِّ الطُّفُولِيَّةِ «١» وَابْتِدَاءِ النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ وَقَبْلَ لُزُومِ التَّكْلِيفِ.

وَذَهَبَ مُعْظَمُ الْحُذَّاقِ «٢» من العلماء والمفسرين إِلَى أَنَّهُ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ مُبَكِّتًا «٣» لِقَوْمِهِ، وَمُسْتَدِلًّا عَلَيْهِمْ.

وَقِيلَ مَعْنَاهُ: الِاسْتِفْهَامُ الْوَارِدُ مَوْرِدَ الافكار.. وَالْمُرَادُ فَهَذَا رَبِّي!

قَالَ الزَّجَّاجُ «٤» : قَوْلُهُ «هَذَا ربّي» أي على قولكم «٥» .. كما قال «أبن شركائي» «٦» : أَيْ عِنْدَكُمْ.

وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْبُدْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَلَا أَشْرَكَ قَطُّ بِاللَّهِ


(١) الطفولية: مصدر طفل، ولكن الذي ذكره الراغب وغيره ممن يعتمد عليه من أهل اللغة ان يقال طفل طفولة، فاذا كانت الطفالة مصدرا لا يحتاج لياء النسبة التي تصبر بها الجوامد مصادر فان مثله سماعي كالخصوصية.. الا ان المصنف رحمه الله تعالى ثقة فلعله وقف عليه.
(٢) الحذاق: جمع حاذق وهو من له ذكاء وفهم.
(٣) وفي نسخة (تبكيتا) والتبكيت بالمثناة الفوقية والموحدة وكاف ومثناة تحتية ساكنة وآخره مثناة فوقية وهو اللوم والتقريع يقال بكته اذا غضبه واستقبله بمكروه او غلبه بحجة وكله صحيح هنا.
(٤) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٨٨» رقم «٨» .
(٥) وفي نسخة (قولهم)
(٦) «.. وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ «القصص اية ٧٤»

<<  <  ج: ص:  >  >>