للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الركاب قال بسم الله: فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله. ثم قال:

سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ «١» . ثم قال: الحمد لله ثلاثا. والله أكبر ثلاثا. سبحانك إني ظلمت نفسي، فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك فقلت له: من أي شيء ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع كما صنعت، ثم ضحك فقلت: من أي شيء ضحكت يا رسول الله؟ قال: إن ربك ليعجب من عبده إذا قال: ربّ اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب أحد غيره «٢» » «٣» .

٢٢٤- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن عبد الله الانصاري. حدثنا عبد الله بن عون «٤» عن محمد بن محمد بن الأسود «٥» عن عامر بن سعد «٦» قال:

«قال سعد «٧» لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك يوم الخندق «٨» حتى بدت نواجذه.

قال: قلت كيف كان ضحكه قال: كان رجل معه ترس «٩» وكان سعد راميا، وكان الرجل «١٠» يقول. كذا وكذا بالترس يغطي جبهته. فنزع له سعد بسهم، فلما رفع رأسه رماه، فلم يخطىء هذه منه «يعني جبهته» وانقلب الرجل


(١) الآية ١٣ من سورة الزخرف. ومعنى سخر لنا هذا: أي ذلل لنا هذا المركب الصعب وجعله منقادا لنا، وما كنا له مقرنين: أي مطيقين، من أقرن الشيء: أطاقه وقوي عليه، كأنه صار له قرنا أي مثله في الشدة وقال بعض الشراح: أي ما كنا مطيقين قهره واستعماله لو لم يسخره الله لنا.
(٢) في بعض النسخ (أحد غيري)
(٣) أبو داود في الجهاد برقم ٢٦٠٢ والترمذي في الدعوات برقم ٣٤٤٣ والنسائي واحمد في المسند.
(٤) عبد الله بن عون: البصري، أحد الأعلام الورعين، توفى سنة ١٥١ هـ خرج له الجماعة.
(٥) محمد بن محمد بن الاسود: الزهري، مستور من الطبقة السادسة، خرج له المصري فقط.
(٦) عامر بن سعد: بن أبي وقاص الزهري، المدني مات سنة ١٠٤ هـ. خرج له الستة.
(٧) أي سعد بن أبي وقاص وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
(٨) يوم الخندق كان في السنة الخامسة الهجرية، والخندق حفر حول المدينة باستشارة سلمان الفارسي.
(٩) الترس: وهو ما يستتر به حال الحرب وفي رواية (قوس) بدل ترس.
(١٠) هذا من كلام سعد، والمراد بالرجل أحد المقابلين لسعد في الخندق من الاعداء.

<<  <   >  >>