للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٥٣- باب ما جاء في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم]

٣٦٨- حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث وقتيبة بن سعيد وغير واحد، قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك قال:

«آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف الستارة «١» يوم الاثنين، فنظرت إلى وجهه كأنّه ورقة مصحف «٢» والناس خلف أبي بكر «٣» ، فكاد الناس أن يضطربوا فأشار إلى الناس أن اثبتوا، وأبو بكر يؤمّهم وألقي السّجف «٤» وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر ذلك اليوم» «٥» .

٣٦٩- حدثنا حميد بن مسعدة البصري «٦» . حدثنا سليم بن أخضر «٧» عن


(١) بكسر السين: ما يستر به، وكان من عادتهم تعليق الستائر على بيوتهم والمراد أنه أمر بكشف الستارة المعلقة على بيته الشريف. والحجرة التي توفي فيها صلى الله عليه وسلم هي حجرة عائشة رضي الله عنها وأمره بكشف الستارة إثارة الى أن حرمة هذا المكان قد رفعت ومن ثم تمكن أنس وغيره من دخول الحجرة فرأوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى ببردة.
(٢) كأنه ورقة مصحف في الحسن والصفاء.
(٣) الظاهر أن راوي الحديث جمع في هذا الحديث عبارات تتعلق بمسائل وفيها تقديم وتأخير، فالعبارة الأولى تفيد أن رفع الستارة كان بعد الوفاة، والعبارة الثانية تشير إلى صلاة الصبح التي أمها أبو بكر بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وهذه كانت قبل الوفاة وقبل رفع الستر بزمن، والمعروف أن أبا بكر صلى الصبح ثم انصرف إلى أهله بالسنخ «كما عند البخاري في فضائل أبي بكر» وأنه لم يحضر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وانما دعي بعدها فحضر ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ميت.
(٤) السجف: الستر.
(٥) أخرجه البخاري ومسلم بنحوه.
(٦) حميد بن مسعدة البصري: صدوق، توفي سنة ٢٤٤ هـ خرج له الجماعة إلا البخاري.
(٧) سليم بن أخضر: البصري أخذ عن سليمان التميمي وابن عوف وروى عنه أحمد بن عبدة وغيره، ثقة حافظ خرج له مسلم وأبو داود والنسائي.

<<  <   >  >>