للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: يا رسول الله ما أصنع بولد الابل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: هل تلد الناقة إلا النّوق» «١» .

٢٢٩- «حدثنا إسحاق بن منصور. حدثنا عبد الرزاق. حدثنا معمر عن ثابت. عن أنس بن مالك:

«أن رجلا من أهل البادية/ كان اسمه زاهرا/ «٢» . وكان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية من البادية. فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن زاهرا باديتنا «٣» ونحن حاضروه «٤» ، وكان صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان رجلا دميما «٥» ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره. فقال: من هذا؟ أرسلني فالتفت، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو «٦» ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من يشتري هذا العبد؟ فقال يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكن عند الله لست بكاسد. أو قال: أنت عند الله غال» .

٢٣٠- حدثنا عبد بن حميد. حدثنا مصعب بن المقدام. حدثنا المبارك بن فضالة «٧» عن الحسن «٨» قال:


(١) أخرجه الترمذي في البر برقم ١٩٩٢ وأبو داود في الأدب باب المزاح حديث ٤٩٩٨ وهذا منه صلى الله عليه وسلم مداعبة ومباسطة، والعبارة تفيد الصغير من ولد الناقة ولهذا تعجب الرجل فقال له صلى الله عليه وسلم قولته الكريمة والنوق جمع ناقة وهي أنثى الإبل.
(٢) في جمع الوسائل زاهر بن جرام الأشجعي شهد بدرا.
(٣) أي نستفيد منه ما يستفيد الرجل من باديته، والبادي: هو المقيم بالبادية، قال تعالى في سورة الحج الآية ٢٥ «والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد» .
(٤) أي حاضرو المدينة له، وهذا من حسن المعاملة تعليما لأمته في متابعة هذه المجاملة.
(٥) أي قبيح الصورة مع كونه مليح السيرة.
(٦) لا يقصر.
(٧) المبارك بن فضالة: البصري وثقه عفان وأبو زرعة، وضعفه النسائي، توفي سنة ١٦٥ هـ خرج له ابن ماجه.
(٨) هو الحسن البصري عند الاطلاق فالحديث مرسل.

<<  <   >  >>