للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العرب وأدنى بلاد العجم فأقبلوا حتى إذا كانوا بالمربد «١» وجدوا هذا الكذّان «٢» فقالوا ما هذه؟! قالوا هذه البصرة فساروا حتى بلغوا جبال الجسر الصغير فقالوا ههنا أمرتم «٣» . فنزلوا فذكروا الحديث بطوله «٤» ، قال: فقال عتبة بن غزوان: لقد رأيتني وإني لسابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مالنا طعام إلّا ورق الشجر حتى تقرحت أشداقنا، فالتقطت بردة قسمتها بيني وبين سعد، فما منا من أولئك السبعة أحد إلّا وهو أمير مصر من الأمصار وستجرّبون الأمراء بعدنا» «٥» .

٣٥٧- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. حدثنا روح بن أسلم «٦» أبو حاتم البصري. حدثنا حمّاد بن سلمة. حدثنا ثابت عن أنس قال:

«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين ليلة ويوم ومالي ولبلال، طعام يأكله ذو كبد إلّا شيء يواريه إبط بلال» «٧» .

٣٥٨- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. حدثنا عفّان بن مسلم. حدثنا أبان بن يزيد العطار. حدثنا قتادة عن أنس بن مالك:

«أنّ النّبيّ (صلى الله عليه وسلم) لم يجتمع عنده غداء ولا عشاء من خبز ولحم إلّا على ضفف» .


(١) المربد موضع بالبصرة وهو في الاصل موضع يحبس فيه الإبل والغنم أو يجمع فيه الرطب حتى يجف ثم أصبح سوقا في الاسلام.
(٢) الكذان: حجارة رخوة بيض. والبصرة أيضا حجارة رخوة مائلة إلى البياض.
(٣) أي أمرتم النزول والاقامة حفظا لأرض فارس من خروج الهند لقتال العرب.
(٤) انظره في مسلم في كتاب الزهد حديث رقم ٢٩٦٧ والترمذي في الزهد وابن ماجه في الزهد.
(٥) وعتبة بن غزوان من السابقين في الاسلام هاجر الهجرتين وارسله عمر إلى البصرة فاختطها وسكنها الناس وكان ذلك سنة ١٧ هـ وقد ذكر هذا الصحابي حالة الجوع التي عاناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الأمر.
(٦) روح بن أسلم: الباهلي. قال الذهبي: ضعيف. من الطبقة التاسعة.
(٧) وأخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة برقم ٢٤٧٤. ولعل هذا كان حين الحصار في الشعب مع بني هاشم.

<<  <   >  >>