للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نقول: لم يزعم المسلمون أنّ جميع هذه البشارات قد حذفت من نص الكتاب المقدس، وإنما هم يقولون إنه قد تمّ حذف أصرحها، ومع ذلك فقد كشفنا في ما سبق، صراحة بعض ما هو موجود اليوم فيما يتعلّق بتحديد اسم نبي الإسلام ومازال للحديث بقيّة.

وها هو شيخ الإسلام ابن تيميّة (٦٦١ هـ- ٧٢٨ هـ) ، رحمه الله، يقول في كتابه" الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح" الجزء الثالث ص ص ٥٠- ٥١:

" وقد رأيت أنا من نسخ الزبور ما فيه تصريح بنبوة محمد باسمه ورأيت نسخة أخرى بالزبور فلم أر ذلك فيها وحينئذ فلا يمتنع أن يكون في بعض النسخ من صفات النبي ما ليس في أخرى. "

ومن يقرأ كتب علماء الإسلام القديمة، يرى أنها ذكرت بشارات لا نجد اليوم لها أثرا في التراجم المتاحة في الأسواق. ولا يستطيع المخالف أن يتهم علماء الإسلام بالكذب لأنّ هؤلاء العلماء كانوا يصرّحون بوجود هذه البشارات في كتبهم التي يقرؤها المسلمون وأهل الكتاب على السواء، ولو أنها كانت غير موجودة في النسخ المتاحة بين أيديهم لأنكر عليهم علماء أهل الكتاب ذلك ولشنعوا عليهم فعلهم.. بل إنّ علماء الإسلام كانوا يناظرون النصارى في فهم هذه البشارات لا في ثبوتها في الأسفار المقدسة عندهم.. هذا بالإضافة إلى أنّ رجال الدين اليهود والنصارى المهتدين إلى الإسلام كانوا يعددون هذه البشارات في كتبهم بعد انخلاعهم من أديانهم الباطلة وقبولهم الإسلام.

فيما يتعلّق بالسؤال عمّن حرّف الكتاب المقدس فإننا نقول إنّ المحرّفين هم الكتبة والمترجمون عموما، وفيهم من هو منخرط في سلك القساوسة. وقد تواتر القول عن

<<  <   >  >>