العبرانية فإنها بين الحاء والهاء، وفتحة الفاء بين الضمة والفتحة، ولا يستريب عالم من علمائهم منصف أنها مطابقة لاسم محمد.
قال أبو محمد ابن قتيبة: مشفح محمد بغير شكّ، واعتباره أنهم يقولون شفحلاها.
إذا أرادوا يقولوا الحمد لله، وإذا كان الحمد شفحا، فمشفح محمد بغير شكّ، وقد قال لي ولغيري بعض من أسلم من علمائهم إنّ" مئذ مئذ"* هو محمد، وهو بكسر الميم والهمزة، وبعضهم يفتح الميم ويدنيها من الضمّة، وقال: لا يشكّ العلماء منهم بأنه محمد وإن سكتنا عن إيراد ذلك، وإذا ضربنا عن هذا صفحا فمن هذا الذي انطبقت عليه وعلى أمته هذه الصفات سواه؟! ومن هذا الذي أثر سلطانه وهو خاتم النبوة على كتفيه رآه الناس عيانا مثل زر الحجلة".
ولا يبعد أيضا أن يخطئ النسّاخ، عن غير قصد، في نسخهم لأسفار الكتاب المقدس، فيقوموا بتصحيف اسم النبي، أو تحريفه بترجمته إلى غير معناه.
أمّا بالنسبة للنقطة الأولى فإنّ خطأ النساخ عند إعادة كتابتهم لما بين أيديهم من الأسفار المقدسة هو أمر ليس بحاجة إلى إثبات أو سرد شهادات العلماء والباحثين المحققين.. لاتفاق النصارى ومخالفيهم عليه!
من صور هذا الخطإ، وكما وضّح ذلك النقاد الغربيون الذين كتبوا في هذا الباب، إسقاط كلمة أو إسقاط فقرة أو دمج كلمتين في بعضهما أو كتابة الكلمة على غير صورتها الأصلية كحذف حرف أو أكثر أو إضافة حرف أو أكثر.. وتقع هذه الأخطاء عند النسخ أو عند الترجمة.
(*) وردت هذه الكلمة في سفر التكوين ١٧: ٢٠ وهي في التراجم الحديثة" كثيرا جدا".