- بثّ اليهود آمالهم وأشواقهم وأحزانهم في وعاء النصوص الدينية المقدّسة فخلطوا النبوءات الحقّة بأحلامهم وأمانيهم العنصرية.
غلط النساخ.
سهو النسّاخ.
الخطإ في الترجمة..- وما أخطر الخطأ في الترجمة في إفساد معاني البشارات والنبوءات- وفي هذا الشأن يقول الأب يوسف قوشاقجي في مقدمة كتابه" تعريب الأناجيل وأعمال الرسل": " عرّب الإنجيل وطبع مرارا منذ أن وجدت الطباعة وقد طالعنا تسع طبعات آية آية، فوجدناها في كل منها القليل أو الكثير من العبارات الجيدة، فحفظناها. ولكننا وجدنا أيضا أنّ الذين قاموا بها لم يحسنوا فهم المعنى غير مرة، وخالفوا كثيرا من قواعد التعريب"
ثم يضيف: " أجمع الأدباء من مختلف اللغات في كلّ مكان وزمان على أنّ الترجمة فنّ صعب، والذين يجيدونها قلة من كثرة، وذهب بعضهم إلى القول أنّ كلّ مترجم خائن، فليس من ترجمة مطابقة للأصل، مطابقة تامة. ذلك أنّ المعاني سمّيت بحق بنات فكر الإنسان، فهي كالإنسان روح وجسد. يولد روحها وجسدها معا كما يولد روح الإنسان وجسده معا. ويحاول المترجم أن يستل الروح من جسد اللغة، ليجعلها في جسد آخر. وكلا الأمرين عسير. فاللغات يشبه بعضها بعضا على قدر ما يختلف بعضها عن بعض، كما تشبه الأمم والأشخاص بعضها بعضا في أمور وتختلف في أخرى. ومقياس نجاح المترجم في عمله أن تكون ترجمته أمينة على الجوهر، وعلى أقل ما يكون من الخيانة للعرض.