ويتكلم عن لغة عيسى عليه السلام التي تحدث بها فيقول:" السيد المسيح كلم الناس بالآرامية- أي العبرية الشائعة بين العامة- وقد تناقل المسيحيون الأوائل أقواله ورواية أعماله بتلك اللغة، ثم دوّنوا كثيرا منها بتلك اللغة نفسها، وترجمت بعدئذ إلى اليونانية، وضاع الأصل الأرامي".
ويشير إلى حيرة المترجم بين الآراء المتعارضة، فيقول:" إن كانت الصعوبة في ترجمة أكثر الكتب القديمة هي قلة ما يسهل للمترجم تفهّم المعنى، فالصعوبة الكبرى في الترجمة هي كثرة الأبحاث وتشعّب آراء أهل الاختصاص. فالمترجم يرى نفسه تجاه آراء مختلفة من أناس متّصفين جميعا بالعلم الغزير هذا يؤيد رأيه بالحجج والبراهين، وذلك يؤيد رأيه بما لا يقل قوة عن ذاك الرأي. فأنّى للمترجم وهو أقلّ علما من الاثنين أن يرجّح رأيا على رأي، فهو يضطر أحيانا إلى إثبات الرأيين. أولهما في المتن، والآخر في ذيل الصفحة. وهذا ما شاهدناه في الترجمة الفرنسية للكتب المقدسة التي قام بنشرها الآباء الدومينكان في القدس، والغريب أنّ المترجم الواحد يبدّل رأيه، فيختار ترجمة يثبتها في الطبعة الأولى ويتركها في الطبعة الثانية. "
الفترة الثانية: ما بين بعثة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلّم إلى القرن العاشر ميلادي، وفيها تمّ تحريف بشارة إطلالة الحق وإشراقة النور في جنبات الأرض المظلمة، بصورة قصدية. وقد حصرنا هذه الفترة بين البعثة المباركة والقرن العاشر لكون أسفار الكتاب المقدس كانت محتكرة بين أيدي اليهود والنصارى ولم تكن الترجمة العربية لهذه الأسفار على فرض وجودها. منتشرة بين الناس لحداثة عهدهم بها.
لم يقتصر التحريف في هذه الفترة على موضوع البشارة ببعثة نبي الإسلام، وإنما امتد التحريف إلى مسائل عقدية، وتفاصيل تاريخية كثيرة. وبإمكاننا الكشف على هذا الأمر من خلال المقارنة بين التراجم العربية الكلاسيكية والتي اعتمد منجزوها