ولا بدّ من الإشارة هنا إلى موضوع خطير وهو التحريف الأكبر الذي وقع في القرن الأول ميلادي بإخفاء" إنجيل المسيح"، الذي نزل على هذا النبي من السماء وظهور أناجيل تنسب إلى أتباعه وأتباع أتباعه.. ومن الأدلة غير الإسلامية التي تؤكد وجود هذا الإنجيل، ما جاء في العهد الجديد نفسه من نسبة" إنجيل" إلى المسيح نفسه:
الرسالة إلى غلاطية ١: ٧: ".. بل إنّما هنالك بعض (المعلّمين) الّذين يثيرون البلبلة بينكم، راغبين في تحوير انجيل المسيح".
الرسالة الأولى إلى كورنثوس ٩: ١٢: " إن كان لغيرنا هذا الحق عليكم، أفلا نكون نحن أحقّ؟ ولكنّنا لم نستعمل هذا الحق؟
بل نتحمّل كل شيء، مخافة أن نضع أيّ عائق أمام انجيل المسيح! "
الرسالة الثانية إلى تسالونيكي ١: ٨: ".. غير المطيعين لإنجيل ربنا يسوع"
وشهد لهذا الإنجيل العديد من النقاد الألمان، كما ذكر ذلك رحمة الله الهندي في القرن التاسع عشر، ومنهم اكهورن Eichhorn الذي قال: " إنه كان في ابتداء الملة المسيحية في بيان أحوال رسالة المسيح رسالة مختصرة يجوز أن يقال انها هي الإنجيل الأصلي، والغالب أن هذا الإنجيل كان للمريدين الذين كانوا لم يسمعوا أقوال المسيح بآذانهم، ولم يروا أحواله بأعينهم، وكان هذا الإنجيل بمنزلة القلب".