ابن سلام: لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني ومعرفتي لمحمد صلى الله عليه وسلم أشد وإن فريقا منهم ليكتمون الحق (نعته) وهم يعلمون هذا الذي أنت عليه. "
الآيات القرآنية كثيرة نقتصر منها على ما ذكرنا، وفيما يتعلق بالأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم والآثار عن الصحابة فنكتفي منها بما رواه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه من أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّي عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني وقد خرج منها نور ساطع أضاءت منه قصور الشام".
ويزداد المسلم إمعانا في الحرص على دراسة موضوع البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلّم وتشوّفا لتلمّس ملامحه عندما يطّلع على ما كشفه الباحثون من المحققين من بشارات صريحة وضمنية عن مقدم" البشير النذير" صلى الله عليه وسلم.. وقد كتب في شأن هذه البشارات جمع كبير من أهل العلم، وأفضل من فصّل الحديث فيها طائفة من رجال الذين النصارى لبّوا دعوة التوحيد لمّا بزغ نور الهداية في الظلام الدامس الذي ران على قلوبهم، فكتب عبد الأحد داود (دافيد كلداني، سابقا) كتابه" محمد في الكتاب المقدس"، وكتب القسيس المدرّس في كليّة اللاهوت إبراهيم خليل أحمد- رحمه الله-" محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل والقرآن" وقد توفي منذ فترة قصيرة، وكتب القسيس دوراني:" محمد النبوءة الكتابية".. وغيرهم..
ويعلم النصارى وغيرهم حقيقة خبر محمد في أسفارهم لكنهم يزعمون غير ذلك" وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ"(النمل ١٤) .. وهذا الأمر معلوم مشهور تشهد له وقائع عديدة لا تستوعبها الأسفار الثقال، ولك منّي بعضها:
قال إسحاق هلال مسيحة، رئيس لجنة التنصير بإفريقيا وآسيا، بعد اهتدائه إلى الإسلام، وهو يروي قصة إسلامه: " ... ثم عيّنت رئيسا لكنيسة المثال المسيحي بسوهاج، ورئيسا فخريا لجمعيات خلاص النفوس المصرية (وهي جمعية تنصيرية قوية