للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جدا ولها جذور في كثير من البلدان العربية وبالأخص دول الخليج) . وكان البابا يغدق عليّ الأموال حتى لا أعود لمناقشة مثل تلك الأفكار، لكني مع هذا كنت حريصا على معرفة حقيقة الإسلام، ولم يخبو النور الإسلامي الذي أنار قلبي فرحا بمنصبي الجديد بل زاد، وبدأت علاقتي مع بعض المسلمين سرا. وبدأت أدرس وأقرأ عن الإسلام. وطلب منّي إعداد رسالة ماجستير حول مقارنة الأديان وأشرف على الرسالة أسقف البحث العلمي في مصر سنة ١٩٧٥، واستغرقت في إعدادها أربع سنوات. وكان المشرف يعترض على ما جاء في الرسالة حول صدق نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم وأميته وتبشير المسيح بمجيئه. وأخيرا تمّت مناقشة الرسالة في الكنيسة الإنكليكية بالقاهرة واستغرقت المناقشة تسع ساعات وتركزّت حول قضية النبوّة والنبي صلى الله عليه وسلم علما بأنّ الآيات صريحة في الإشارة إلى نبوّته وختم النبوّة به.

وفي النهاية قرّر البابا سحب الرسالة منّي وعدم الاعتراف بها ... "!!!

أمّا الواقعة الثانية فقد كان بطلها الدكتور أحمد حجازي السقا، الباحث المعروف في النصرانية، بل أغزر الباحثين المسلمين العرب تأليفا، وتحقيقا للكتب القديمة حول النصرانية.

قال الدكتور في كتابه (أطروحته) " البشارة بنبيّ الإسلام في التوراة والإنجيل" ص ٤٥- ٤٦: " كنت أعدّ رسالة الدكتوراه في كليّة أصول الدين- جامعة الأزهر في موضوع" مجلّة الأزهر وأثرها في الدعوة الإسلامية" في سنّة ١٩٧٣ م وذات يوم التقيت ب" قمص" نصراني ظنّ أنّي نصراني مثله، لأنّي كنت أقرأ في الكتاب المقدس وأحمل منه نسخة أخرى، لصديق لي.

فسألني قائلا: " أتعرف أنّ الإصحاح الثامن من سفر دانيال النبيّ يشير إلى معركة سنة ١٩٦٧ م التي حدثت بين المسلمين وبين اليهود في أرض فلسطين؟ ".

قلت: " قد قرأت ذلك في كتاب" إظهار الحق" ولكنّي لم أدرس جيّدا! ".

قال: " أحبّ أن أطّلع عليه! ".

ونزلنا من القطار إلى منزل الشيخ حامد عبد الحميد إبراهيم قلبه، في محطة المطرية بمصر.

<<  <   >  >>