للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تأمّلي حولك وانظري، فها هم جميعا قد اجتمعوا، وأتوا إليك. يجيء أبناؤك من مكان بعيد، وتحمل بناتك على الأذرع.

عندئذ تنظرين وتتهلّلين، وتطغى الإثارة على قلبك، وتمتلئين فرحا لأنّ ثروات البحر تتحوّل إليك وغنى الأمم يتدفق عليك.

تكتظ أرضك بكثرة الإبل. من أرض مديان وعيفة تغشاك بكران، تتقاطر إليك من شبا محمّلة بالذهب واللّبان وتذيع تسبيح الربّ.

جميع قطعان قيدار تجتمع إليك، وكباش نبايوت تخدمك، تقدم قرايين مقبولة على مذبحي، وأمجد بيتي البهيّ. "

إنّ دواب ابنا إسماعيل: قيدار، ونبايوت (البكر: سفر التكوين ٢٥: ١٣) ، لم تجتمع لغير بيت الله الكعبة. وما اجتمعت قط لهيكل أورشليم. ولم تتدفق ثروات الأرض وخيرات الأمم البعيدة على أرض غير أرض مكّة. أما أورشليم فقد انهكتها الغزوات والحروب وانفض عنها أهلها، بالإضافة إلى أنّها" الأرض المقدسة لبني إسرائيل" لا" الأمم"!

وجاء في سفر إشعياء ٦٠: ١٠- ٢٢: " يعمّر الغرباء أسوارك، ويخدمك ملوكهم، لأنّي في غضبي عاقبتك، وفي رضاي رحمتك.

تنفتح أبوابك دائما ولا توصد ليل نهار، ليحمل إليك النّاس ثروة الأمم، وفي موكب يساق إليك ملوكهم،

لأنّ الأمّة والمملكة الّتي لا تخضع لك تهلك، وهذه الشعوب تتعرّض للخراب السّاحق.

<<  <   >  >>