للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنها صفات متزاحمة متلاحمة، تؤكدّ أنّ البشارة المذكورة متعلقة بمكة كما يقول المسلمون، لا أورشليم القدس كما يزعم النصارى، إذ مكة هي التي فتحت أبوابها ليل نهار ولم توصد حتى أنّ الواحد ليس بإمكانه أن يطوف بالكعبة لوحده ولو كان في آخر الليل لكثرة الطائفين ولاستمرار هذه العبادة منذ قرون طويلة، أما القدس فقد تعرّضت إلى نكبات شديدة وتوقفت العبادة في الهيكل مرات عديدة.

مكة (الكعبة) هي التي أقبلت إليها الشعوب حاملة الخيرات، وهي التي خضع لها الملوك والجبابرة، وكان نور العدل والخير ملازما لها ولأهلها. أما القدس فلم تتوجّه لها الأمم قبل ظهور النصرانية، وما توجّه لها النصارى توجّه المسلمين إلى مكة، بل الحجّ عند القوم شعيرة مهملة وعبادة منسية.

ومكة (الكعبة) هي التي أشرق عليها نور التوحيد وامتنع على ظلمة الشرك أن تقتحم حصونها إلى الأبد وأنزل الله سبحانه قوله: " وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً" (سورة الإسراء ٨١) ، أما القدس فقد عربد فيها المشركون قرونا طوالا قبل المسيح وبعده..

جاء في سفر إشعياء ٦٥: ٨- ١٠: " ولكن هذا ما يقوله الربّ:

كما أنّ (الكرام) لا يطرح العنقود الفاسد إذ يقال له إنّ في عنبه بعض الخمر الطيّب، كذلك لن أطرح من أمامي كلّ إسرائيل لئلّا أقضي على خدامي جميعا.

بل أخرج من صلب يعقوب ذريّة، ومن يهوذا وارثا لجبالي، فيملكها مختاريّ، ويقيم فيها عبيدي،

وتصبح أرض شارون مرعى للقطعان، ووادي عخور مريض بقر لشعبي الّذي طلبني. "

<<  <   >  >>