للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قيل: فما الفرق إذا بين الإيجاز والمساواة؟ قلت: المساواة لا تكون إلا في المعنى المفرد يعبر عنه بلفظ مساو له لا يزيد عليه ولا يقصر عنه، والإيجاز يكون في ذكر القصص والأخبار التي تضمنت معاني شتى متعددة، وخلاصة ذلك أن المساواة في معاني الجمل التي تتركب منها الأبيات والفصول، والإيجاز في الأبيات والفصول.

ومن الإيجاز نوع يختصر فيه بعض اللفظ ويؤتى بلفظ الحقيقة كقوله سبحانه: " والذين تبوءوا الدار والإيمان " فإن تقديره تبوءوا الدار وأخلصوا الإيمان، كما تقول: " رجز ":

علفتها تبناً وماء باردا

وكما قال الشاعر كامل مجزوء:

ورأيت زوجك في الوغى ... متقلد سيفاً ورمحا

أي ومعتقلاً رمحاً ومن إيجاز الكتاب العزيز قوله سبحانه وتعالى: " إن الله يأمر العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " فإنه عز وجل أمر في أول الآية بكل معروف، ونهى بعد ذلك عن كل منكر ووعظ في آخرها أبلغ

<<  <   >  >>