جاء بعد اللتيا والتي بترك صلة الموصول إيثارا للإيجاز تنبيها على أن المشار إليها باللتيا والتي وهي المحنة والشدائد بلغت من شدتها وفظاعة شأنها مبلغا يبهت الواصف معها حتى لا يحير ببنت شفة، ومن الإيجاز قوله عز قائلاً " قل أتنبئونا لله بما لا يعلم " أي بما لا ثبوت له ولا علم الله متعلق به نفيا للملزوم وهو المنبأ به بنفي لازمه وهو وجوب كونه معلوما للعالم الذات لو كان له ثبوت بأي اعتبار كان وقوله " إن الذين كفروا بعد إيمانهم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم "
أصله لن يتوبوا فلن يكون قبول توبة فأوثر الإيجاز ذهابا على انتفاء الملزوم بانتفاء اللازم وهو قبول التوبة الواجب في حكمته تعالى وتقدس وقوله " بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا " أي شركاء لا ثبوت لها أصلا ولا أنزل الله بإشراكها حجة أي تلك وإنزال الحجة كلاهما منتف في أسلوب قولهله لن يتوبوا فلن يكون قبول توبة فأوثر الإيجاز ذهابا على انتفاء الملزوم بانتفاء اللازم وهو قبول التوبة الواجب في حكمته تعالى وتقدس وقوله " بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا " أي شركاء لا ثبوت لها أصلا ولا أنزل الله بإشراكها حجة أي تلك وإنزال الحجة كلاهما منتف في أسلوب قوله
على لا حب لا يهتدي بمناره
أي لا منار له ولا اهتداء به، وقوله
ولا ترى الضب بها ينحجر
أي لا ضب ولا انجحار نفيا للأصل والفرع، ومنه " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم " إذ المراد لا ذاك ولا علمك به أي كلاهما غير ثابت وكذا " ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع " أي لا شفاعة ولا طاعة، ومن الإيجاز قوله " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " أصل الكلام خلطوا عملا صالحا بسيء وآخر