للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نفس الضرب أضربت أو قل أأو قل أضربت أم عمراً فإنك إذا أنكرت من يردد الضرب بينهما تولد منه إنكار الضرب على وجه برهاني، ومنه قوله تعالى " قل آلذكرين حرم أم الأنثيين " وفي إنكار أنه الضارب أأنت ضربت وفي إنكار أن مضروبه أضربت كما قال تعالى " قل أغير الله أتخذ وليا " وقال " أغير الله تدعون " ومنه أيضا قوله تعالى أبشرا منا واحداً نتبعه " فتذكر ولا تغفل عن التفاوت بين الإنكار للتوبيخ على معنى لم كان أو لم يكون كقولك أعصيت ربك أو أتعصي ربك وبين الإنكار للتكذيب على معنى لم يكن أو لا يكون كقوله تعالى " أفأصفاكم ربكم بالبنين " وقوله " أصطفى البنات على البنين " وقوله " أنلزمكموها " وإياك أن يزل عن خاطرك التفصيل الذي سبق في نحو أنا ضربت وأنت ضربت وهو ضرب من احتمال الابتداء واحتمال التقديم وتفاوت المعنى في الوجهين فلا تحمل نحو قوله تعالى " آلله أذن لكم " على التقديم فليس المراد أن الإذن ينكر من الله دون غيره ولكن احمله على الابتداء مرادا منه تقوية حكم الإنكار، وانظم في هذا السلك قوله تعالى " أفأنت تكره الناس " وقوله تعالى " أفأنت تسمع الصم أو تهدى العمى " وقوله " أهم يقسمون رحمة ربك " وما جرى مجراه.

<<  <   >  >>