وعن بعضهم أن القافية هي البيت، وعن بعضهم هي القصيدة وحق هذا القول أن يكون من باب إطلاق اسم اللازم على الملزوم وباب تسمية المجموع بالبعض كقولهم: كلمة الحويذرة لقصيدته، وقول كل أحد كلمة الشهادة لمجموع أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وقوله علت كلمته " كبرت كلمة تخرج من أفواههم " والمراد بالكلمة مجموع كلامهم " اتخذ الله ولدا " وقوله " ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين " والمراد بالكلمة " إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون " وقوله " وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا " والمراد بالكلمة " أنهم أصحاب النار " وإلا لزم أن لا يصح قافية البيت أو قافية القصيدة لاستلزامه إضافة الشيء على نفسه وتسمى قافية لمكان التناسب وهو أنها تتبع نظم البيت مأخوذة من قفوت أثره إذا اتبعته والميل من هذه الأقوال إلى قوله على الخليل لوقوفه على أنواع علوم الأدب نقلا وتصرفا واستخراجا واختراعا ورعاية في جميع ذلك لما يجب رعايته أشد حد ما شق فيه أحد غباره. اللهم قدس روحه وارحم السلف كلهم واكسو الجميع حلل الرضوان، واجمعنا وإياهم في دار الثواب. وإذ قد اخترنا رأي الخليل في القافية وأنها على رأيه لابد من اشتمالها على ساكنين كما ترى فيستلزم لذلك خمسة أنواع: