للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غير جازم، والجازم إما مطابق أو غير مطابق، والمطابق إما ثابت لا يقبل التشكيك بحال، وإما ألا يكون كذلك.

فخرج (١) عن القسمة "اعتقاد جازم مطابق ثابت لا يقبل التشكيك بحال"، وهو العلم.

وخرج بالجازم غير الجازم، كالظن والشك والوهم.

وخرج بالمطابق غير المطابق وهو الاعتقاد الفاسد، كاعتقاد الفلاسفة قدمَ العالم.

وخرج بالثابت الذي لا يقبل التشكيك بحالٍ اجتهادُ المجتهد المصيب؛ لأن الاجتهاد قابل للتغيير والتشكيك.

وأما المثال: فكقولك في تعريف العلم هو "إدراكٌ كإدراك أن الواحد نصفُ الاثنين، وأن الكل أكبر من الجزء". و"إدراك البصيرة الذي هو كإدراك الباصرة"، وكقولك: "الاسم كزيد" و"الفعل كضرَب".

واعلم أن الحد في اللغة: المنع، ومنه قول نابغةِ ذبيان (٢):

ولا أرى فاعلًا في الناس يُشْبِهُهُ ... ولا أُحاشي من الأقوام من أحدِ

إلا سليمانَ إذ قال الإله لهُ ... قم في البريّةِ فاحدُدْها عن الفنَدِ


(١) خرج هنا بمعنى نتج، بخلاف ما بعدها فهي ضدُّ دخل.
(٢) ضمن معلّقته، انظر ديوانه ص ٢٠، دار المعارف.