للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقوله: (فاحددها) أي امنعها.

وسُمّي الحد حدًّا لأنه يمنع أفراد المحدود من الخروج، ويمنع غيرَها من الدخول.

وهو عندهم "تمييز الماهية بأجزائها الذاتية"؛ لأنها متركبة عندهم من جنس وفصل، والجنس عندهم جزؤها الذي هو أعمُّ منها، والفصل عندهم هو جزؤها المساويها كما تقدم (١).

وإن لم يشتمل الحد على جميع الذاتيات كالتعريف بالفصل وحده أو مع الجنس المتوسط أو البعيد فهو عندهم ناقص؛ لعدم اشتماله على جميع الذاتيات.

والرسم أصله العلامة، ومنه رسومُ الدار، أي علاماتها، كقوله:

........................ ... وهل عند رسمٍ دارسٍ من معوّلِ (٢)

وإنما سمَّوه رسمًا لأن التعريف فيه بالخاصة، وهي من علامات الذات المختصةِ بها الخارجةِ عن ماهيتها عندهم كما تقدم إيضاحه (٣).

واعلم أن جميع المعرِّفات يشترط فيها شروط:

الأول: أن يكون المعرِّف -باسم الفاعل- مُطَّرِدًا، أي مانعًا من دخول غير المعرَّف -باسم المفعول-.


(١) ص ٤٩، ٤٧.
(٢) شطر بيت ضمن معلقة امرئ القيس، انظر ديوانه ص ١٦٦.
(٣) ص ٤٩.