للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأدخلوها الحواصل، فضجَّ الناس لذلك وتكلموا مع الحاكم القائد مبارك بن بدر بسبب ذلك، فأمر صبيانه بتلقّي الركبان والقوافل الواصلة من جدة ومنْعِهم إدخال الحَب الحواصل، جزاه الله خيرًا.

وفي يوم الأحد ثاني تاريخه عدِم الحَبُّ من السوق وبِيع بعض شيء في حلقة الأشرف قايتباي لأن صبيان الحاكم مسكوا بعض حمول من القافلة وأدخلوها هناك فبيعت الربعية الذرة بستة محلقة وزاد في آخر النهار محلقا وصارت في البيوت ولم يتظاهر السوقة بشيء من الحبوب وبِيعَتْ الربعية الدهلكية بثمانية محلقة ونصف، والربعية الشعير بستة محلقة، وربعية الحب السيّال الحجازي المسمى عند الأتراك بخشي طرى بخمسة محلقة، وزاد في آخر النهار محلقين فضجّ الخلق لذلك وأرادوا رجم صاحبه فأعاد سعرَه إلى خمسة، ونادى المحتسب في الشوارع بالنداء أن اللحم الضاني يُباع كل رطل بمحلق وربع، والرطل الماعز بمحلق، واللحم الجملي رطل ونصف بمحلق، واللحم البقري رطل وربع بمحلق، وأن اللبن يباع في السوق للأكالين ولا يشتريه الجبانة (١) ومن خالف ذلك لا يسأل ما يجري عليه، فلم يلتفتْ أحد إلى كلامه.

وفي يوم الإثنين ثامن الشهر ولي الكمالي أبو الفضل بن أبي علي نظر المواريث بمكة عوض عثمان البوني واستناب الجمالي يوسف بن كحليها (٢) في جمْع التركات بأمر السيد بركات.

واتفق يوم تاريخه أن مات شخصٌ حمّال على ظهره كان يُظهر الفقر ويُلحّ في


(١) الجبانة: صانعو الجبن.
(٢) كذا ورد الاسم في الأصل، وبعد اللام حرف غير معجم.