للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذه الجمعة ترك أئمة الشافعية القنوت في الصلوات مع وجود النازلة في الغلو وما عرفتُ مقصدهم في ذلك. ولعله تمام الشهر كما اتفق للنبي في دعائه على بعض العرب شهرًا، وفي ثامن عشر الشهر كان تمام الشهر.

وفي ليلة الإثنين حادي عشريْ الشهر ماتت سعادة ابنة الشرفي أبي القاسم بن أحمد بن (١) الدويد المكي زوجة رئيس المؤذنين فخر الدين أبي بكر أم أولاده. فجهّزت في ليلتها وصُلّي عليها عند باب الكعبة بعد صلاة الصبح وشيّعها جماعة من الفقهاء وغيرهم لأجل زوجها ودُفنت بتربة سلفه بشعب النور (٢) من المعلاة وحزن عليها كثيرًا (٣) وخلّفتْ ذكرين وبنتا وأخًا. ويقال إنها تركتْ مصاغًا وبعض نقد وهو من همة زوجها لأنه كثير التحصيل والإنفاق على أهله، رحمها الله تعالى وعوض زوجها وأولادها خيرًا.

وفي يوم تاريخه قُطعت يد سارق ورجله بالمسعى بأمر مرشد ابن أخت الحاكم مبارك بن بدر. فلمّا سمع خاله لم يرْضَ بذلك وتكلّم عليه. وظهر في هذه الأيام كثير من السرقة في البيوت والشوارع حتى في أخذ الأبواب والخشب وذلك لجوعهم، فلا قوّة إلا بالله.

وفي يوم الخميس رابع عشريْ الشهر وصل جماعة من المدينة الشريفة مع أوراق لجماعة فيها الإخبار بغلو الأسعار بها، بِيعتْ الربعية الحب المصرية بخمسة محلقة والرطل السمن بخمسة عشر محلقًا والرطل اللحم بمحلقين. وطلب بعض أهلها شراء سمن من مكة


(١) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٢) بالأصل: بالشعب النور.
(٣) بالأصل: كثير.