ويخشى من غلوه بها لذلك، فالله تعالى يفرّج عن المسلمين ويرخّص أسعارهم.
وفي ليلة الجمعة ثاني تاريخه ماتت أم الحسين ابنة صاحبنا الخواجا أبي الخير ابن الفريوات الدمشقي وعمرها نحو عشرة أشهر فصلّي عليها بعد صلاة الصبح ودُفنتْ بالمعلاة في تربة بيت المشيني أجداد أمّها، وشيّعها جماعة من الفقهاء والتجار، وبعد الفراغ من دفنها عمل الرئيس فخر الدين أبو بكر ختمًا لزوجته حضَره القاضيان الحنفي والمالكي وكثير من الفقهاء وغيرهم.
وفي صبح يوم الأحد سابع عشري الشهر وصلت أوراق من المدينة الشريفة لجماعة من التجار فيها أخبار شنيعة بأخذ الحاج الشامي بالقرب من العُلا. وذلك أن بعض شيوخ بني لام يقال له جغيمان جمع لهم عرب المفارجة وعنزة وجلس لهم في الطريق فلما حاذوه خرج عليهم فقاتلهم عند محفة زوجة نائب الشام المقر الكافلي جان بردى الغزالي، فقتل من الشاميين نحو سبعين نفسًا وأخذ العرب منهم ألفًا وثمانمائة جمل بحمولها للتجار الشاميين منهم القاضي بدر الدين البكري، وصالَحَ الحلبيون والأروام عن أنفسهم بخمسة عشر ألف دينار حتى سلموا من النهب وأعطوا العرب رهائن (١) منهم حتى يجْبُوا لهم المال، فقُدّر أنهم جَبَوّا لهم ثمانية آلاف، واستفدى بعض الشاميين حمولهم وحريمهم بِنَقْدٍ غير ذلك منهم القاضي تقي الدين القاري الناظر على أوقاف الحرمين الشريفين بالشام اشترى زوجته وولده بثلاثين دينارًا. ثم بلغ العرب وصول نجدة من الشام لهم نحو خمسمائة رامٍ بالقوس والنفط على رواحل مردفة ووراء هم غير ذلك، فهربوا عنهم بما أخذوه ولم يستكملوا المال. وبعد هربهم وصل إليهم الأمير محمد بن قرقماس وصحبته العساكر المتقدم ذكرها وأخبروا أن نائب الشام وراءهم والله أعلم