للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسجد الحرام. وتوجّه في الزفة إلى المولد جماعة القاضي الشافعي وكبيرهم القاضي الزاهد عز الدين وصحبتهم غالب الفقهاء والعامة رجالًا ونساءً بمفرعات الحرم وشمعه، والفقراء يذكرون الله تعالى أمامهم ذهابًا وإيابًا، ودخل القاضي الشافعي إلى المولد الشريف وصلّى فيه ودعا له الخطيب به مع السلطان وأمير مكة على العادة، ثم عاد إلى المسجد الحرام راكبًا وسلم الناس عليه به وانصرفوا.

وفي صباح تاريخه كانت الزفة المختصرة مشى فيها القاضي تاج الدين بن ظهيرة أخو (١) قاضي القضاة الشافعي وصحْبَته بعض جماعته وكثير من الفقهاء، فزار المواليد جميعها وختم بدار الخيزران على العادة، وتوجّه إلى منزله بالجماعة وحضروا بسماط أخيه صحْبة القضاة الثلاثة وكان حسنًا، فالله تعالى يخلف عليه ويبارك للمسلمين في هذا الشهر المبارك ببركة مَن ولد فيه .

وفي عشاء ليلة الأربعاء رابع عشر الشهر عمل عقْد حفل في بيت قاضي القضاة المالكي النجمي ابن يعقوب -رحمه الله تعالى- على ابنتيه الثيب ست الجميع ابنة القضائي النجمي على بركات ابن المعلم خير الدين بن جبريل الغزاوي الدمشقي. والبكر كمالية على الشريف أبي بكر بن الحسين القبيباتي الشامي، حضره قاضي القضاة الشافعي، وكان هو العاقد، وجماعته والفقهاء والتجار. فشربوا سكرًا مذابًا ثم انصرفوا، جعل الله ذلك مباركًا عليهم ورزقهم ذرية صالحة.

وكان كل من البنتين المزوجتين دفع لهما ابن (٢) المحيوي عبد القادر والوجيهي عبد الرحمن ابني أبي الغيث بن زبرق وسافرا إلى القاهرة، ولهما بها نحو ثلاث سنين، فرُدَّ


(١) بالأصل: أخي.
(٢) لعل كلمة "ابن" هنا زائدة.