للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دفْعُهما لأختهما بمكة.

وفي يوم الخميس ثاني تاريخه خامس عشر الشهر وصل الخبر إلى مكة أن الأروام الذين كانوا في البحر يقطعون الطرقات اجتمعوا بالشريف بركات صاحب مكة المشرفة فعمل لهم عَرضة بفريقه في اليمن، وخلع على كبيرهم سنان الرومي، وعاتبه على فعله، فاعتذر له وسأله العفو فعفا عنهم ورتب لهم مرتبًا وأقاموا. وأشيع أنّ عرب الزيدية قاتلوا الأتراك في زبيد اليمن وقتلوا منهم أزْيد من مائة نفس وأخذوا بعض خيلهم، فضعفوا بذلك وطمع فيهم العرب وهم محصورون في اليمن. فالله تعالى يُقيم للمسلمين خيرًا.

وفي ليلة الجمعة سادس عشر الشهر ماتت فاطمة ابنة الجمال محمد بن أحمد الفاكهي فجُهّزتْ من ليلتها وصُلّي عليها بعد صلاة الصبح، ودُفنتْ بالمعلاة عند قبور سلفها (١) بشعب النور، وخلفت عَصَبة وبعضهم غائب عن مكة باليمن، وأخذ العزاء فيها بعض أقاربها وهم أبو النور بن أبي الخير الفاكهي وعبد الله بن أحمد الفاكهي، عوض والده فإنه ابن عم الذي قبله، وتخاصما بسببها وترك الحضور لأجله، فسبحان قاسم العقول.

وفي ليلة السبت ثاني تاريخه دخل الشهابي أحمد ابن الخواجا عباس على زوجته ابنة عمه وعُمل له سماط مختصر حضره التجار وغيرهم (٢).

وفي يوم تاريخه وصلت لمكة ثلاثة أوراق بحرا من الحاج مفلح بن عبد الله الحبشي عتيق الخواجا شيخ محمد قاوان لجماعة من التجار في كل منها الإخبار بولاية القاضيين الحنفي والمالكي اللذيْن بمصر عوض اللذْين بمكة، ومعهما مرسوم لملك الأمراء من الوزير


(١) بالأصل: سفلها.
(٢) بالأصل: وغيره.