للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القضاء، وكذا لإمام الحنفية شهاب الدين أحمد بن البخاري، ولم يكتب له ورقة، وقال لأخيه العمدة في النيابة ولنائبهما ورقة لولده علي بالنيابة فقط.

فعند وصول هذا الخبر إليهم مع قاصد الحاكم مبارك بن بدر خلع على كل من أخي الحنفي وابن المالكي ثوب صوف عليه، ودقتْ النقارة على بابهما وهنأهما الناس بالولاية، وتألم كثير من الأخيار لعزل القاضيين اللذيْن قبْلهما لكِبَر سِنهما وعلمهما ودينهما، فالله تعالى يلطف بالمسلمين ويُعينهم.

ووصل مع هذا القاصد عدة أوراق للناس فيها أخبار كثيرة منها غلو الحب بالقاهرة (١)، بحيث بلغ الإردب بسبعين محلقًا ثم نزل إلى ستين محلقًا، والرطل السمن بأربعة محلقة.

وفي يوم تاريخه وصل الخبر من جدة أن مراكب الهند الأربعة دخلتْها في صباح السبت سلخ الشهر وهي الشاهي الكبير ويوسف التركي وطليعته وبركات الحلبي أربعتهم من كنباية، وظهر ففرح الناس بذلك فرحًا كثيرًا، فالله تعالى يديم أفراح المسلمين ويُرخّص أسعارهم.

وعرض عرْضة حسنة في ثاني يوم دخولهم، ونزل ناخوذة الشاهي حاملًا (٢) على رأسه بالمصحف الشريف الذي وصل به معه بخط السلطان مظفر شاه صاحب الصدقة العظيمة الواصلة في سنة تاريخه جزاه الله تعالى خيرًا وأمر بوضع المصحف في المسجد الحرام. وقرر في تقدمته الخواجا الأصيل بدر الدين حسن قاوان، وكان في الهند عنده، وقرر كثيرًا من أهل مكة من صدقة مرسل بها في هذا العام، وهي كبيرة جدًا لم يرَ


(١) بالأصل: القاهر.
(٢) بالأصل: حامل.