ووصل منه فيها كتاب لأخيه القاضي أبي السرور الحنفي مضمونه: الشكر ملك الأمراء والمقر الشهابي بن الجيعان، وأن رفيقه القاضي المالكي الزيني عبد الحق النويري توجه من مصر إلى الصعيد على نية العود منها إلى مكة، وأن إمام الحنابلة البدري حسن الزيني ولي قضاء المدينة الشريفة وهو يسعى في قضاء مكة، وكان للفخري أبي بكر ابن الشيخ كريم الدين بن ظهيرة. ثم بلغهم موته، وسبب ذلك ما أشيع عن المتولي قذف عرضه ولفعْلِهِ في ابنته، فبلغه ذلك فكتب محضرًا مضمونه براءته مما نُسبَ إليه وأن الناس راضون به في أحكامه وليس في البلد غيره من الحنابلة يصلح للقضاء، فكتب له فيه صاحب البلاد السيد بركات والقضاة والفقهاء والأعيان من أهل البلد وغيرهم من الغرباء الأروام، وتوجه به إلى جدة على نية السفر به ثم نأى عن ذلك وأرسل به مع نائبه الشهابي أحمد ابن الشيخ كريم الدين بن ظهيرة الحنبلي بحرًا ليوصله إلى ملك الأمراء بالديار المصرية. والله تعالى يلطف بالمسلمين ويقدر لهم خيرًا وفي ليلة الثلاثاء رابع عشر الشهر سافرت قافلة المدينة الشريفة من مكة المشرفة وفيها جماعة من الأعيان، منهم القاضي العلامة الزاهد عز الدين الفائز ابن قاضي القضاة بجدة ابن الخطيب فخر الدين أبي بكر بن ظهيرة القرشي الشافعي وأخوه القاضي الرئيس جلال الدين محمد بن ظهيرة وزوجته السيدة الجليلة أم الحسين ابنة قاضي القضاة الجمالي أبي السعود بن ظهيرة شقيقة قاضي القضاة الصلاحي والشيخ الأديب محيي الدين عبد القادر ابن الشيخ عبد الرحمن العراقي المكي ومعه زوجته وعزم على أمها وأخيها الزيني جعفر بن عبد القوي واختهما، وغيرهم من الأعاجم والسوقة ما يأتي مقدار حمولهم نحو مائة حمل، فأقاموا في وادي الجموم إلى الظهر ثم رحلوا منها ووادَعْتُهم بها، كتب الله سلامتهم وتقبل زيارتهم.