للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صدره غزال مشوية وحولها أربع أوزات، وباقيه متساو في الأطعمة من الحلويات وغيرها، وكل من (١) جلس في موضع يرى منه أنه الصدر لتساوي الأطعمة فيه.

وحضره نائب جدة الأمير قاسم الشرواني وكان هو القائم بأمره، ويبدأ (٢) الأعيان من القضاة والفقهاء والتجار فحضروا جميعهم في نُوَبٍ متعددة، وبعد الفراغ لم يتحرك السماط لكبره. فالله تعالى يخلف على صاحبه ويعينه على مُهِمّهِ.

وفي ليلة الأحد خامس الشهر مات الخواجا الأجل النوري علي بن الزين بن عبد الحق النويري.

وفي يوم تاريخه وصل قاصد من الديار المصرية وخرج منها في الثلث الأول من شوال وكان توجّه إلى السيد بركات صاحب الحجاز إلى جهة اليمن، فعاد من عنده ومعه مرسوم لنائب جدة الأمير قاسم الشرواني مضمونه الإخبار بوصول مكاتبته والشريف بركات لملك الأمراء نائب الديار المصرية. وفيها الإخبار بوجود الغلاء بمكة في القمح وغيره وذلك لخراب بوجود الأتراك بها وتخبيط المهرة (٣) في البحر وقحط بلاد زيلع لوجود اللعين (٤) بها. وأمرنا بتجهيز خمسمائة في البحر ليقيموا بجدة حفظًا للمراكب التي بها من الفرنج المخذولين، وإرسال ثلاثمائة مملوك مع الحاج المصري ومائتي فارس وخمسة إمارة فينظر في أمرهم وإن أمكن تجهيزهم إلى اليمن فيجهّزون


(١) بالأصل: كلمن.
(٢) بالأصل وردت الكلمة غير معجمة، ولعل صوابها: ودعا.
(٣) المهرة قبيلة تنسب إلى بلاد مهرة، وهي بلاد مقفرة تقع بين حضرموت وعُمان ياقوت: معجم البلدان ٥: ٢٣٤. استولى المهرة على جزيرة سقطرة سنة ٨٩٣ هـ / ١٤٨٨ م المواجهة لسواحل عدن.
(٤) بالأصل: العين، وهو يقصد النصارى البرتغاليين.