للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإلّا يقيمون (١) بجدة.

وحقّق القاصد خروج ركب شامي قليل على درب غزة شامي قليل على درب غزة، فقرأ الأمير قاسم مرسومه في منزله بحضرة جماعة من الأعيان. فتشوش الناس لهذه الأخبار لإقامة العسكر بمكة وأعمالها خوفًا من ازدياد الغلاء في الأقوات، فالله تعالى يلطف بالمسلمين ويقدّر لهم خيرًا.

وفي صبح ثاني تاريخه عمل نائب جدة عقد مجلس عنده بالقضاة الثلاثة خلا الشافعي فإنه تعذر عن الحضور بسبب مسْتَنَدٍ كتَبَه منصور ابن الخواجا شمس الدين محمد الحموي بوقفية منزل والده الكبير بمكة وكانت أخته قد ادّعتْ الملك فيه وشهد لها جماعة بذلك منهم الخواجا جلال الدين القرشي والشريف علي الأخصاصي مع كون الأب أوصى ولم يتعرض لذلك. فطعن الولد في شهودها وأقام بينة بوقْفيته عليه وأثبتَ ذلك عند القاضي المالكي الجديد بشهادة الفقيه جمال الدين محمد بن موسى الطاهري والصلاحي صلاح الدين بن أبي البركات ابن الشيخ عبد القادر النويري والبرهاني إبراهيم بن الجمال محمد ابن الشيخ إسماعيل بن أبي يزيد، وطلب تسجيله على القاضي الحنفي الجديد بديع الزمان محمد بن الضياء فأمر بذلك فكُتِبَ السّجِل. وهؤلاء الشهود مناسبون (٢) لهذا القاضي، وأستُشهِد في ذلك بكلام بعض المتقدمين وهو:

زمانك والشهود وأنت قاض … قريب من قريب من قريب

فسمع القاضي المالكي والد المثبت بذلك فأرسل إلى الشاهد الزيني عبدوه ابن الشيخ نور الدين بن ناصر وطلب منه المستند فأراه له، فقال له: أتركْه عندي حتى أتأمّله


(١) بالأصل فيجهّزوا وإلا يقيموا.
(٢) بالأصل: مناسبين.