للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشيّعه جماعة إلى المعلاة ودُفن بتربة أبيه وحده. وخلّف ولديْن ذكريْن وغيرهما، فالله تعالى يرحمه وإيانا.

وفي يوم الثلاثاء سابع الشهر شرع الكاتب على الصدقة الرومية في تفرقتها على الربط فبدأ برباط السلطان الأشرف قايتباي فحجز على أبناء العرب الساكنين به كثيرًا ومنعهم من الإعطاء ودفع للأروام والأعاجم استحقاقهم وقال: السلطان أرسل مرسومًا بأن مَن له منزل وزوجة لا يُعطى في الرباط فقيل له: في المجلس كثير من الأروام والأعاجم له منزل وزوجة وأعْطيَ، فلم يَلتفتْ لهذا الكلام. وكان حاضرًا الأمير قاسم الشرواني نصره الله فقام من المجلس مغضبًا بسبب أبناء العرب. فالله تعالى يؤيّده ويزيده من الخير.

وفي ليلة الجمعة عاشر الشهر وصلتْ قافلة من المدينة الشريفة، على الحالّ بها أفضل الصلاة والسلام، فيها الشيخ محيي الدين العراقي الأديب وأصهاره أولاد الشيخ فضل بن عبد القوي الزيني جعفر وأبو (١) المكارم وكان عزم عليهما مع والدتهما وأختهما لأجل زوجته شقيقتهم، فهنأهم الناس بالزيارة، فالله تعالى يتقبلها منهم، ويخلف عليهم الإنفاق فيها.

وأخبروا بغلو الأقوات فيها لسعر مكة في غالب الأطعمة خلا اليسير وهو التمر والحب واللحم، وعدم الجمال للكراء فلذلك تخلّف الزوار بها من السادة بني ظهيرة، وأنّ قفلا لاقاهم عند خروجهم منها وصل من ينبع فيها حب ورفقتهم القاضي بدر الدين حسن بن الزين الحنبلي المتولي قضاء المدينة في سنة تاريخه من نائب الديار المصرية، وقصده قراءة مرسومه بالمدينة ثم العود لمكة. [وعظم ذلك على أهل المدينة لعدم لياقته


(١) بالأصل: أبي.