للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي عصر تاريخه اتفقتْ (١) واقعة بين جماعة الشريف والأروام ثم أخمدها الله تعالى. وسببها أنّ شخصًا روميًا من جماعة نائب جدة اشترى من بعض العبيد بأجياد حشيشًا للدواب، فلم يوافقه على المبيع، فسطا به الرومي فحمي له جماعته فاجتمع الأروام وبنو حسن لذلك وتقابلوا .... (٢) ومدافع النفط وغير ذلك من بعد العصر إلى قرب العشاء. فتشوّش الشريف وأمير الحاج المصري لذلك فقام ثانيهما بنفسه وتوجّه إليهم بعد إرساله للشريف الخواجا شرف الدين ابن شيخ الدهشة الحلبي والخواجا عباس المصري فوجداه متألمًا لذلك وهو مقيم في منزله ويحفظ جماعته. وكان يظن أن الفتنة لها أصل من أمير الحاج ونائب جدة. فلما تحقّق الشريف عدم ذلك وعدم رضاهما بذلك ركب بنفسه وردّ جماعته وردّ أمير الحاج جماعته الأروام وأصابتْه (٣) نشّابة في يده لكنّها سليمة. ثم أرسل الشريف لأمير الحاج والي مكة علي الجنيدب ويقول له: هذه الفتنة أصلها من الأروام وأنا لا يعجبني ذلك ومهما حدث من جماعتي أنا أقوم وأنا طائع الخنكار. ونادى في البلد بالأمان والاطمئنان وعَسّ جماعة الشريف الحاج الشامي في الأبطح وأرسل خيلًا إلى درب جدة لحفظ حمل أمير الحاج الواصل بحرًا. وكان في فعل ذلك لطفٌ كبير، ولله الحمد. والذي يظهر أنهم أرادوا أن يمكروا فسلّم الله تعالى.

ومات في هذه الوقعة من جماعة بني حسن وجرح خلق منهم ومن الأروام.

فممن مات عبد العزيز بن الحسني أحد الفرسان الشجعان، ومحمد بن علي بن


(١) بالأصل: اتفق.
(٢) كلمة ممحوة بالأصل، ولعلها "بالسلاح".
(٣) كذا وردت الجملة بالأصل.