للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمر من قبل ومن بعد، [وفرح الناس بتكلّم القاضي المفصول] (١).

وفي ليلة الثلاثاء سابع عشريْ الشهر مات الطفل نور الدين علي ابن الإمام أمين الدين أبي اليمن الطبري المكي الشافعي، فجهّز في يومه وصلّي عليه بعد صلاة العصر بساعة ودفن بالمعلاة بتربة أسلاف والده، وحزن عليه مع أمه وأصحابه لكونه ليس معه غيره إلّا ابنة واحدة، فالله تعالى يحييها له ويرزقه ذكرا معها بمحمد وآله.

وفي ظهر يوم الخميس تاسع عشريْ (٢) الشهر توجّهت صحبة سيدي الشيخ القدوة العارف بالله تعالى مرشد السالكين، بقية السلف الصالحين، ناصر الدين محمد المهاجر ابن الشيخ المسند المعمر علاء الدين علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يوسف بن صالح بن أبي بكر بن موسى الكناني الموسوي الدمشقي الشافعي الشهير بابن عراق، نفع الله به في جميع الآفاق، وأعاد علينا من بركته وأرشدنا لسيرته، لزيارة جبل حراء المعظم ورفقته جماعة من الإخوان منهم ابن الشيخ المشار إليه سيدي الأخ السالك الناسك المقرئ المؤلف ذو (٣) الفضل الجلي نور الدين علي. وبِتْنا فيه إلى الصباح، والشيخ جمال الدين محمد الحدب والسيد زين العابدين الحسني المالكيان والشيخ أبو السعود المسيري والخواجا أحمد بن محمد القاري والشيخ يونس نقيب الشيخ وغيرهم، ثم في صبح تاريخه توجهنا من خلفه إلى جهة التنعيم، لنفوز بالعمرة والنعيم.

فأنشدني في الطريق أعزّ الأحباب الذي هو كالأخ الشقيق سيدي نور الدين علي ابن الشيخ محمد بن عراق المشار إليه، أدام الله نعمه وأعاد عليّ من بركتهما، وحشرني


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) بالأصل: عشر.
(٣) بالأصل: ذي.