للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشافعي المتولي الصلاحي بن ظهيرة: ممن بلغك التهديد؟ أما أنا شاكر منك (١) وانفض المجلس بعد كلام من هذا النمط واستسمحه كثير من الحاضرين على القاضي المعزول وهو يقدّر في ذلك فإن العزل حبس الرجال. وقد قال بعض العقلاء من القضاة: إنّ الولاية لم تسرّنا لكن ساءنا العزل، فلا قوة إلّا بالله.

وأمر السيد الشريف القاضي المفصول في المجلس بتسليم مفتاح حاصل زيت المسجد الحرام إلى القاضي المتولي فأمر أمينه الشرفي الصلاحي بتسلُّمِه منه. فبلغني أنه وجده ناقصا فإنّ أصله أربعة وعشرون قنطارا قالوا أسرج منها في نصف السنة الماضية ستة عشر قنطارا وبقي ثمانية فوُزنتْ فوجد الباقي أربعة قناطير. وتكلم القاضي الحنفي بعد أن قام القاضي المفصول في الصدقة التي تحت يده فقال الشريف: أمرنا إلى مولانا المتولي وانفضّ المجلس على ذلك.

ووصل مع الشريف قاصده مسلم وهو وجع ومعه أوراق لكثير من الناس فقرئت على أربابها ووصلتني ورقة من القاهرة من بعض الأكابر المقيمين بها مضمونها أنّ السيد الشريف ثقبة ابن السيد بركات - أدام الله عزه ونصر والده - وصل إلى القاهرة في رابع عشري جمادى الآخرة سنة تاريخه وأقام يوم وصوله بالعادلية وفي ثاني تاريخه طلع إلى القلعة للسلام على ملك الأمراء نائب الديار المصرية - أعزه الله - وشقّ القصبة في موكب عظيم قدامه جميع العسكر وهو لابس خِلعة وكذلك السيد عرار بن عجل - أيده الله - ثم نزل من القلعة بعد السلام وقُدّامهما من العسكر البعض ممن طلع وعليهما خلعتان خلاف الأوليين ونزل معهما القاضي المالكي بمكة عبد الحق النويري والقاضي المالكي بالمدينة محمد السخاوي وهما لابسان قفطانين. واستقر ابن الشريف بالسبع قاعات ببيت المقر الشهابي ابن


(١) كذا وردت الجملة مضطربة بالأصل، ولعل صوابها: ما أنا شاك منك.