للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذه الجمعة طلعت الأسعار في الحب بحيث بيعت الربعية الحجازية بخمسة محلّقة ونصف والدخن والذرة بأربعة محلقة وزيادة. ونادى الحاكم بمكة القائد مبارك بن بدر بأمر الشريف بركات أن لا يسافر أحد إلى اليمن من العرب البادية ومن دخل منهم إليها يقف عليه في فريقه ليأخذ خطه بالفسحة له. وذلك أنه رأى بعض عرب الليث وأهل فريقه محتاجين الحب لغلوه عندهم، فتضرر العرب لذلك وتركوا ميرة الحب لأهل مكة وقلّ الواصل به من جدة، فالله تعالى يُرخّص الأسعار ويلهم ولاة الأمر العدل والإنصاف.

وفي يوم الإثنين عاشر الشهر وصلت أوراق من الشريف لقاضي المسلمين محب الدين بن ظهيرة يأمره في المشي في زفة المولد على العادة وقال: من حضر معك من الفقهاء حضر، ومن تأخر ما عليك منه. وفي ورقة الحاكم مبارك بن بدر قال في تعريضه فكان ذلك اعتناؤه (١). وأمر الحاكم ومماليكه المشي معه فتعبّأ لذلك. وسمعنا أنّ سيدي الشيخ العارف بالله تعالى محمد بن عراق، نفع الله به، أرسل ورقة من منى لسكنه بها لشاه بندر جدة الخواجا شرف الدين ابن شيخ الدهشة الحلبي يأمره في تبطيل الزفة لكونها بدعة واختلاط الرجال بالنساء مع إيقاد الشموع. فأرسل للقاضي محب الدين بذلك وقال له: جاءتني ورقة الشريف بالفعل ولا يمكنني مخالفة ولي الأمر خصوصًا وهي غرضه، فسكت عن ذلك الخواجا شرف الدين وشرع القاضي محب الدين في ذلك.

وفي (٢) يوم الثلاثاء حادي عشر الشهر أمر النوري علي بن أبي الوفاء نائب الحسبة أن يُباع الحب بخمسة محلقة، فخالفه بعض السوقة، فضرب بعضهم وحرسه (٣) فشالوا الحب المليح وباعوا الحب الوطي بالسعر الذي أمر به. فالله تعالى


(١) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٢) كامل هذه الفقرة وردت قبل الفقرة السابقة وعليها علامة تأخير.
(٣) كذا وردت الجملة بالأصل.