للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرسل إليه أخاه الشريف ثقبة إلى وادي … (١) فلاقاه بها فأكرمه وأنزله في محل عظيم على بركة النزهة، وواجهه في صباح تاريخه فخلع عليه خلعة مثمنة يقال بنحو ثلاثمائة دينار وأزيد وأعطاه مائتي أشرفي وأخبره بفعل الأمير سلمان معه وتشويشه عليه، وأنّ العرب عصوا عليه بواسطة فعله وقطع البندر عليه، وأنه طائع للخنكار ولو كان الأمر بينه وبين سلمان حاربه، فإنه عدو له ولوالده.

فحلف له الأمين خير الدين على المصحف الشريف أنه لم يطلع له على سوء وأنّ معه مراسيم الخنكار بأمر طاعة الشريف أبي نمي وأنه ما تأخر عن إحضارها له إلّا لعدم معرفته بالطريق إليه، وأن سلمان يقول له: الشريف في الجبال وهو بعيد، ولو عرفتُ أنّ هذا محلك ما تأخرتُ عن الوصول. فرضي الشريف منه بذلك وقال: أنا أرسل عسكري إلى العرب لحفظ الطرقات وعليّ جهاز العسكر لجدة على جمالي وأكفيهم ما يطلبون من شرب الماء والحطب، وإذا جاء وقت الحج أجهّز لهم أربعمائة جمل يحجّون عليها، وإن لم يخرجوا (٢) من مكّة لا أدخلها ولا أواجه الحاج، فوافقه على توجّههم إلى جدة وأنهم يسافرون أي وقت حصل لهم التسهيل [٨٧ أ] في البحر ولو كان قبل الحج. فقنع الشريف بقوله، فالله تعالى يحوطه بقوته وحوله.

وأقام عنده بقية النهار ورجع إلى مكّة فوصلها مع جماعة أرسلهم الشريف معه في ليلة الأربعاء ثاني تاريخه واجتمع في صباحها بقاضي العسكر والشيخ ابن عراق وأخبرهما بعدم رضاهم بفعل العسكر وكلام الشريف له فقال له الشيخ ابن عراق: أنت فعلك مشتقّ من اسمك ووظيفتك خير الدين الأمين، وأخبرْني عن حقيقة حالكم، إن كان قصدكم خلاف ظاهركم فنهاجر من مكّة إلى غيرها ولا


(١) سقط اسم الوادي من الأصل.
(٢) بالأصل: يخرجون.