للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الشريف أبي نمي لطمأنينة الحاج في العام الماضي وإخباره بوصول قاصده عقب وفاة والده وتعزيتهم به، وأنه مستمر على وظيفته ويطالعهم بكل ما يحدث له من الأقارب والأباعد من غير زيادة على ذلك، ثم دعى للخنكار وانفض المجلس.

ويقال إنّ الشريف تخيّل من نائب جدة طلب الشريف عند مواجهته له وبلغه أنّ عسكر الأروام عائدون من منى، فحماه الله ومن الشر وقاه، وأقام بالزاهر بقية نهاره وأرسل له فيه القاضي الشافعي المحبي بن ظهيرة ضيافة على عادته فأكلها وجاءه المغاني فانشرح بهم ثم عاد إلى الحجون وزار والده ورأى قبّته الجديدة، وكان الأروام نازلين من منى فتوجّه في آخر نهاره إلى فريقه بوادي مر.

ووصلت إليه به راحلة الينبع بأخبار الحاج وهم قليل، ورَكْب المصري والشامي قليل جميعا، وأنّ البلاد له من غير معارض له في ذلك، فاطمأن خاطره.

وفي يوم الثلاثاء خامس عشريْ الشهر على رؤية أهل مكّة وسادس عشريه على رؤية الحاج بالعقبة شُمّرت ثياب الكعبة الشريفة، ويقال إحرامها، على العادة عند العوام. وفي عصر تاريخه وصل لمكة سبق الحاج بعض أروام وعرب أدلّاء (١) الطريق.

وفي ثاني تاريخه تتابع جماعة آخرون من الأروام وهجموا بعض البيوت وعيّنوها لأصحابهم الواصلين مع الحاج، فتشوّش الناس من ذلك وشكوا أمرهم لنائب جدة فوعد بإعطاء كرائها. وكُتِبْتُ ضمن [مَن] (٢) عُيّنَ بعض بيوته، واحتسبْتُ بالله تعالى مع غالب أهل حارتنا.

و في ظهر يوم الخميس سابع عشريْ الشهر دخل لمكة كثير من حجاج مصر وغالبهم أروام [٩٠ ب] وبعض أرياف وتكاررة. وأخبروا أنّ الشريف أبا نمي


(١) بالأصل: دللا.
(٢) إضافة تتطلبها الجملة.