للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأراه مراسيمه وشكا عليه أمره فأظهر له التألم وأشار عليه بعقد مجلس عند القضاة والعلماء ورؤيتهم لما بيده ويد خصمه. فتوجّه لقاضي القضاة المحبي بن ظهيرة وقاضي القضاة المالكي الشرفي الأنصاري وأخبرهما بخبره، فسمع محيي الدين العراقي بذلك فاجتمع بشيخ الشيوخ محمد بن عراق في ليلة الخميس وسأله عن عقد المجلس فذكره له وأشاع عنه أنه ولي وتُلي له: ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ﴾ (١) وأشار بذلك إلى مساعدته له، والله أعلم بحقيقة ذلك.

ثم في ضحى يوم الخميس رابع الشهر اجتمع الخطيب وجيه الدين النويري بقاضي القضاة الشافعي والمالكي المشار إليهما عقب قراءة الربعة السليمية خلف مقام الحنفية وطالب منهما حاضرا في محل ورده في زيادة دار الندوة من المسجد الحرام فتوجّه إليه وطلب القاضيين (٢) المشار إليهما مع مفتي الشافعية الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد النشيلي [٩٢ أ] والمدرس شهاب الدين أحمد بن يوسف الزبيدي ومفتي المالكية الشيخ شمس الدين محمد الحطاب وغيرهم من أهل الحرم وجماعة آخرين. وقام الشيخ ابن عراق عنهم وأمرهم برؤية أحكام الخصمين والفصل بينهما. فتكلم بعض الناس في عدم صحة الصلاة خلف محيي الدين العراقي، منهم كاتبه، وذلك لربط لسانه وعدم صحة ولايته فتأثر من ذلك وقام من المجلس وأفهم مواجهة الشيخ علي بن عراق، وذلك مكيدة منه لفض المجلس وحضور نائب حاكم الشريف لمساعدته، فتوجّه إلى الشيخ وعاد عند وصول الحاكم المذكور، وهو القائد مرشد ابن أخت الحاكم القائد مبارك بن بدر، فأظهر في المجلس ورقة السيد الشريف أبي نمي بتمكين العراقي من الخطبة من غير معارضة له فيها ومنع مَن يعارضه.

وانكف الكلام عنه والإشلاء عليه لعدم معارضة صاحب البلاد فيما أمر به


(١) سورة آل عمران، ١٧٤.
(٢) بالأصل: القاضيان.