للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عن الشيخ ابن عراق إن القاضيين (١) والمشايخ يتوجّهون إلى منزل قاضي القضاة وينظرون في أحكام الخصمين. فتوجّهوا معه فرأوا مع الخطيب عبد الرحمن مرسومين أحدهما من السلطان سليم خان مؤرخ في سنة ثلاث وعشرين (٩٢٣ هـ) بالشام، وثانيهما من ولده السلطان سليمان خان مؤرخ بشعبان سنة تسع وعشرين (٩٢٩ هـ) بالروم، ومع محيي الدين العراقي ثلاثة مراسيم أحدها بالعربي مكتوب أوله بالذهب في البسملة والعلامة الخنكارية وتاريخه مع الآخرين التركيَيْن في رمضان سنة تسع وعشرين (٩٢٩ هـ) وفي أولها (٢) كشط وإصلاح في لفظة أن يستقرّ في ثلثيْ الخطابة وهو القدر الذي كان للخطيب محب الدين فكُشط وهو وجعلها … (٣) لا عوضا، فنبّه الحاضرين على ذلك قاضي القضاة المالكي، ففطن لها جميع مَن في المجلس وعلموا تدليسه وانفضّ المجلس لإخبار الشيخ ابن عراق بما وقع في المجلس فذُكر له تأخير تاريخ مرسوم العراقي، فاعتمده وقال: الكشط فيه لا يضر لدعواه أنه من كاتبه، فالله قبيله وحسيبه، فترك الخطيب عبد الرحمن حينئذ الكلام وعلم أنه لا يفيده إلّا كثرة الملام.

وفي ثاني تاريخه أرسل العراقي بعض صبيان الحاكم إلى الخطيب عبد الرحمن يطلب منه أعلام المنبر وثوب الخطابة، فأعطاه علمين ومنعه من الثوب لكونه ملكه، فاهتمّ العراقي بشأن الخطبة هو وأصحابه، وفرّق دراهم على جماعة منهم، ويقال أعطى صبيان الحاكم عند مجيء الأعلام عشرة أشرفية ولنائب الحاكم بكسوة فيها فوطة وهيبي وأزرق وسوسية واشترى سكرا أذابه لمن مشى أمامه عند مباشرة الخطبة ومن هنّأه بها والتمّ - عليه للسلام - جماعة من غوغاء الناس ومشوا أمامه ذهابا وإيابا.

واتفق له عند طلوع المنبر رد السلام ثلاث مرات أولها عند باب المنبر وثانيها


(١) بالأصل: القاضيان.
(٢) بالأصل: أولهم.
(٣) كلمتان غير واضحتين بالأصل.