للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في وسطه وثالثها في أعلاه وافتتحها بالحمد لله الذي وعد الصابرين وآتاهم أجرهم بغير حساب وتلا في آخرها قوله تعالى: ﴿وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ (١)، وقصد بالمطلع والختم المانع له وهو السيد بركات والد الآمر له ولم يُطّلَع لما قصده، وصلّى كثير من الطلبة والفقهاء خلفه [٩٢ ب] جمعة وأعادوها ظهرا منهم كاتبه، بل بعض الناس امتنع من الصلاة خلفه لبطلانها على المذاهب الأربعة، منها ربط لسانه وعدم تأديته لأحرف القراءة كإبدال السين والضاد والراء بغيرها، فالله تعالى ينتقم منه ويعجل بعزله فإنه أبطل جمعة المسلمين، في بلد الله الأمين.

وقال فيه بعض الفضلاء منشدا قوله:

ألا تبا (٢) لدهر قد رمانا … بكلب من كلاب جا مُريبا

فرخ من فراخ الشريف حقا … فلّاح ابن فلّاح نسيبا

كثير للفساد له وقايع … قبيحات وفي نفس معيبا

وسوقي يبيع الحمص كانا … وهذا اليوم قد أمسى خطيبا

دعوت على الزمان يسوء فعله … وقلت له أما أنت لم تك مصيبا

فقال الوقت ذا وقتٌ رديء … ومثل الوقت قد جِبْتُ لكم خطيبا

عتبني الشعر لما أن هجوته … وقال قد ضيّعتني يا أديبا

فلا تهج (٣) سوى رجل مثيل … يخاف العيْب كما من به لبن حليبا (٤)

ولما فرغ من صلاة الجمعة توجّه إلى منزله بسوق الليل ومرّ على خصمه ذهابا وإيابا وصحبته جماعة من أصحابه وخلق من العوام وهم يهنونه بمباشرة الخطابة،


(١) سورة الكهف، آية ٤٩.
(٢) بالأصل: ألا تبابا.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٤) كذا وردت القصيدة باللهجة العامية لذلك العصر.