من المحرم. فَسُرّ الناس لسماعها وابتهجوا بأخبارها وضجّوا بالدعاء لمولانا السلطان ولجميع وزرائه والأعوان، فاللَّه تعالى يتقبّل من الجميع ويُديم نصرة المسلمين ويفرّج همهم ويكشف كربهم ويرخّص أسعارهم ويؤمنهم في أوطانهم.
وفي ليلة الخميس ثاني تاريخه كانت غمرة العروس وهي بنت القاضي شرف الدين الرافعي.
وفي صباحها عُمل سماط متوسط بالمسفلة لزواج العفيف ابن القاضي أبي البقاء بن ظهيرة في بيت شيخ الدلالين محمد العباسي المتوفى لقربه من منزل العروس، وكان فيه أطعمة كثيرة من الرّزّيْن المفلفل والحلو والمأمونية السكب والمشورات والرومية وغير ذلك من الألوان، وحضره القضاة والأعيان والفقهاء والتجار والمتكسبون وغيرهم فأكلوا ثم مدوا للنساء بعدهم على العادة.
ودخل العريس بزوجته في ليلة الجمعة ثاني تاريخه وحضر النّصّة جماعة الزوج من بني ظهيرة ولصقوا عليها كعادتهم، أخلفه الله عليهم، وكان اللصق مثل لصق ليلة المؤذنة.
وفي صبح تاريخه هُنّيء الزوج بالعرس وقدم للناس المعمول والطيب على العادة وتكلّف والد الزوج والوصي على الزوجة (١) من قبل أمها القاضي شهاب الدين أحمد ابن قاضي القضاة الجلالي أبي السعادات المالكي بما تجمّلا به في هذا الوقت لغلو جميع الأسعار، فاللَّه تعالى يخلف عليهما ويجعل المهم مباركًا عليهما، والله تعالى يُرخي الأسعار ويُكثر الخيرات.
وفي صبح يوم الجمعة المذكور عدم الحب من السوق وظهر بعض دخن وذرة بزيادة في سعرهما فبيعت الربعية الدخن بسبعة محلقة صغار والذرة بستة ونصف واللقيمية بتسعة واليمانية بثمانية مع قلة الموجود، فضاقت الصدور والتجأ