للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس بالدعاء لخالق الوجود، ففرج الله عنهم في آخر النهار بوصول قاصد من جدة وأخبر بوصول جلاب من اليمن والقصير فارتفعت الشدة ونزل السعر بمكة قليلا في كل ربعية نصف محلق.

وأشيع أنّ نائب النائب بجدة الرومي سَعّرَ للجلّابة في بيع الحب بعد ضبط مشتراهم ومصرفهم من الكراء والعشور بالمضاعفة لهم في رأس مالهم، فكان سعر كل ربعية من الدخن بخمسة محلقة صغار والذرة بأربعة ونصف والرطل السمن بثلث دينار. وأمر السوقة بجدة أن يكسبوا في كل ربعية ربع محلق، فانضبط سعرهم بها، فالله تعالى يلهم ولي الأمر بمكة ذلك، ويفرج هم كل قاطن بها وسالك، [وتعب لذلك المحتكرون والحناطون] (١).

وفي عصر يوم الإثنين ثاني عشر الشهر وقع بمكة مطر قوي وتتابع إلى المغرب فترك زفة المولد قاضي القضاة الشافعي ناظر المسجد الحرام المحبي بن ظهيرة بعد تعبئة المفرعات والفوانيس والشمع لها في وسط المسجد الحرام، ثم سكت المطر بعد المغرب فنظفت بعض طرقات المولد الشريف من جهة سوق الليل بأمر الناظر، واستمروا ينظفون الطرقات إلى بعد صلاة العشاء.

وعُملت الزفة بعد صلاة العشاء ولم يتّفق فعلها في هذا الوقت لأحدٍ من أسلافه وغيرهم فيما أعلم لكنه حدث مطر في عدة أيام زمن المولد الشريف في النهار ولم يمنع الزفة بعد المغرب.

ومشى في الزفة مع الناظر جميع القضاة والخطيبان (٢) الوجيهي عبد الرحمن النويري والمحيوي عبد القادر العراقي ومشى أولهما على ميمنة الحنفي وثانيهما على ميسرة الحنبلي وحضرها كثير من الفقهاء والفقراء والعوام وكانت لطيفية مع وحل


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) بالأصل: الخطيبين.