للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يصل قُصّاد الشريف من مصر فأعيدت الزينة، وتكلّف الناس لها لطول مدتها وقُرْب عهدهم بها.

وفي عصر يوم الجمعة سادس عشر الشهر سافر من مكّة لجدة قاضيها الجديد قاضي القضاة الشافعي بمكة قريبه (١) أقضى القضاة شرف الدين يحيى ابن القاضي عز الدين فائز ابن قاضي القضاة بجدة الخطيب فخر الدين أبو (٢) بكر بن ظهيرة القرشي الشافعي.

وفي صبح يوم السبت ثاني تاريخه اجتمع قاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة والقاضي تاج الدين المالكي والقاضي أبو حامد بن ظهيرة الحنبلي ونائب الحنفي الجديد الإمام شهاب الدين البخاري وغيرهم في وكالة الأشرف قايتباي بسوق الحناطين لتفرقة الحب الواصل من جهة الخنكار ووزيره الأعظم إبراهيم باشا لأهل مكّة، أثابهما الله على ذلك، بعد ضبط أهل مكّة وسكانها بقوائم على العادة اعتنى بها رأس الموقّعين الشيخ أبو زرعة المنوفي في مدة شهر وأكثر فوصل إليهم بعد اجتماعهم بقاضي الحنفية المفصول الوجيهي عبد الرحمن بن زبرق وجلس بين الشافعي والمالكي فقال له بعض الحاضرين: أنت معزول وليس لك حضور مع الجماعة، فقال: مذهبي لا أعزل [إلّا] (٣) بوصول المنشور. ووقع كلام بينه وبين نائب المتولي والشيخ أبي زرعة فتطاول الحنفي المفصول على خصمه إمام الحنفية فحمي له جماعة من الحاضرين وأعانهم الخصم على نفسه بإساءته على خصمه وقُبْح فعله، فأنكر الخاص والعام عليه وأمروه بالقيام فامتنع، وحينئذ أرسل القضاة المتولّون (٤) للقائد مرشد ابن أخت الحاكم ليحضر ويُقيمه من المجلس فحصل لغط


(١) كذا بالأصل.
(٢) بالأصل: أبي.
(٣) إضافة يقتضيها المعنى.
(٤) بالأصل: المتولين.